الى السيد باشا مدينة خريبكة الموضوع : رسالة مفتوحة وبعد، كان بودنا مدكم بصفة مباشرة برسالتنا هاته، لولا رتابة طول مدة الانتظار القسرية التي تفرضونها تعسفا ببهو الباشوية على من يود مقابلتكم، والتي قد تستغرق زمنا طويلا دون طائل ونحن لسوء الحظ نفتقر لتواجد عضو متفرغ ولا شغل له وذو أعصاب جليدية يمكنه المرابطة يوميا به لعل وعسى تتفضلون بالسماح له بذلك، وحتى أن تأتى له ذلك فهناك انتفاء لأية ضمانات في إمكانية قبولكم تسلمها، ولا حاجة لنا للتذكير بسوابقكم في هذا المجال، فيكفي أن نشير إلى رفضكم تسلم وثيقة بعثتها لكم المحكمة عبر البريد بعد أن طلبتموها حتى تتحججوا بعدم ورودها لرفض تسليم وصل الإيداع !! وقد عادت من حيث أتت؛ كما كان بوسعنا وضعها بمكتب الضبط أو الكتابة الخاصة أو غيرها، لكننا نعلم علم اليقين بأن لا أحد من الموظفين يجرؤ على تسلمها بفعل الرهاب من غضبتكم، وهكذا وجدنا أنفسنا مجبرين على بعثها مفتوحة لكم ليشارككم المسؤولون والرأي العام قراءتها. السيد الباشا، كان من المفروض فيكم وعليكم انطلاقا من المسؤولية الكبيرة التي تتقلدونها كرجل سلطة يحمل صفة الخليفة الأول لعامل الإقليم أن تكونوا قدوة لمرؤوسيكم في ما يهم السهر على تطبيق القانون حتى وأن كان لا يرضيكم، لا أن تتخذوا من أسوأ نموذج موسوم بالتسلط مستشارا وقدوة لكم !! ولا أن تتقمصوا دور الحاكم المطلق الذي يشرع ويحكم وينفذ، رافعين يافطة "أنا الباشوية" "أنا القانون" مبيحين لنفسكم حق التدخل في الشؤون الداخلية لهيئات ذات استقلالية، تقترحون التعديلات والتغييرات وتشهرون "الفيتو" في وجه من لا يروقونكم، وتقسمون بأغلظ الإيمان أنكم لن تمنحوا لأي كان وصل الإيداع إلا بمشيئتكم حتى لو كان في الأمر حكم قضائي !! ألا يعد هذا أوج التسلط والاستبداد؟. السيد الخليفة الأول ؛ ألم يأتيكم نبأ شعارات ما يسمى بالعهد الجديد حول "تخليق الإدارة" و"الحكامة الجيدة" و"سياسة القرب" و"تقريب الإدارة من المواطنين" و"المفهوم الجديد للسلطة" و"دولة الحق والقانون" وغيرها من الشعارات ؟. لم لم تتعظوا من خطاب افتتاح البرلمان، وبغيتم في غيكم تعمهون ؟ كيف لمفوض قضائي أن يقضي أياما ببهو الباشوية لملاقاتكم ويرجع خالي الوفاض ؟ كيف وأنتم متواجدون بمكتبكم تتسللون خلسة حتى لا يسجل عليكم رفض تسلم ملف كامل الأوصاف من الناحية القانونية؟ لم لا تجابهون المواطنين وتعللوا قراراتكم بصفة قانونية بذل التعنت والعنجهية ؟. نحن نهمس في أذنكم بالقول أنه لا يعفيكم غياب المحاسبة عن ما تقومون به اتجاه الموظفين والمواطنين والهيئات من التقيد بالقانون على علاته، كما لا يعفيكم صمت اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بجهة خنيفرة- بني ملال من ذلك. نتمنى أن تهضموا مضامين رسالتنا دون تشنج فنحن لا نتوخى سوى النصح، ونأمل أن تكون ذات تأثير إيجابي على سلوككم وممارساتكم اللاقانونية مادام غيرها مما سبق ذكره لم يجد صداه في نفسيتكم. وتقبلوا السيد الباشا منا أصدق المشاعر، والسلام عليكم. عن المكتب : الرئيس - حجاج عسال