وتعزيز للحكامة المحلية لكبير المولوع في تاريخ 18 ماي 2005، أعلن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، في خطابه السامي انطلاق ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث اعتبر هذا الورش الكبير إجابة على الإشكالية الاجتماعية في المغرب، "وهكدا عبر عامل إقليم الفقيه بن صالح نورالدين اوعبو فى لقاءات ماراطونية مع المنتخبيين والمجتمع المدنى والسياسيين و..... عن الدور الهام والكبير الذي لعبته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالاقليم في محاربة الفقر والهشاشة على جميع المستويات.كما ينوه عامل الإقليم بجميع الشركاء والفاعلين الذين كانوا في محط المسؤولية من اجل إنجاح هذا الورش الكبير لما يريده جلالة الملك محمد السادس نصره الله . حيث انه الى حدود 2009 ظلت مختلف المشاريع متدبدبة ، وفي سنة 2010 تاريخ إحداث الإقليم، عرفت على خلاف ذلك، تطورا متميزا ،بحيث انتقلت من 05 مشاريع سنة 2009 الى 25مشروع سنة2010 إلى 34 مشروع سنة 2011. كما تطورت هذه المشاريع حسب البرامج ففي سنة 2010 عرف البرنامج الافقي 20 مشروع، وبرنامج محاربة الهشاشة 5 مشاريع. واما في سنة 2011 فقد انجز 28 مشروع على المستوى الافقي و06 مشاريع على مستوى برنامج محاربة الهشاشة. وعرفت الفئة المستهدفة هي الاخرى تميزا ملحوظا في تطورها من خلال استفادتها من المشاريع ففي سنوات 2005 و2009 تراوح عدد المستفدين مابين 1290 و1900، لكن ومباشرة بعد احداث الإقليم، عرف عدد المستفدين تزايدا مهما وصل الى 18360 مستفيد، وانتقل في حدود سنة 2011 الى 55200 ،وكانت المبادرة تتساهم ب46% وباقي الشركاء من جماعات محلية ومصالح خارجية وتعاونيات وجمعيات ب54% . اما بخصوص اعتمادات كل قطاع على حدة في الفترة الممتدة مابين 2005 و2011 ،فقد حظي قطاع الشباب والرياضة ب80% وقطاع الصحة ب7% والانشطة المدرة للدخل ب4% والتزود بالماء الصالح للشرب ب9% وقطاع التعليم ب 14% ومراكز الاستقبال( دور الطالب والطالبة مركبات متعددة الاختصاصات ومراكز التأهيل والمرأة والفتاة) ب58%. وهمت مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،مشاريع مدرة للدخل واستهدفت خلق نشاط مدر للدخل، وادماج المرأة والفتاة القروية، وخلق فرص الشغل ومن بين هذه المشاريع: مشروع تجهيز وحدة لإنتاج الكسكس ، ومشروع تربية الماعز بالجماعة القروية الكريفات، ومشروع تربية الارانب بسيدي حمادي، ومشروع تربية النحل بأولاد زمام ، ومشروع وحدة لانتاج الزيتون بجماعة سيدي عيسى،ومشروع وحدة للخياطة والفصالة بجماعة البرادية. وحظي قطاع التعليم والصحة ببنية مهمة من المشاريع،همت التجهيزات وحافلات النقل ،والمعدات الرقمية والدراجات الهوائية ودور الطالبة وسيارات الإسعاف ، وتجهيز القاعات الرياضية..الخ. وفيما يخص حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال المرحلة الثانية الممتدة مابين 2011 و2014، فقد عرف انتاج المشاريع تطورا مهما، فعلى مستوى البرنامج الأفقي بلغ عدد المشاريع 193 مشروعا بكلفة اجمالية بلغت 39159460.12 درهم مساهمة المبادرة و.ت. ب 32282333.12 درهم عدد المستفيدين 44482 نسبة الانجاز 97 في المائة . وعلى مستوى برنامج محاربة الاقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري، بلغ عدد المشاريع 85 مشروعا بكلفة مالية بلغت 49807137.87 درهم مساهمة المبادرة و.ت.ب 43238587.87 درهم عدد المستفيدين 76921 نسبة الانجاز 94 في المائة ، أما على مستوى برنامج محاربة الهشاشة، فقد بلغ عدد المشاريع 26 مشروع،ساهمت المبادرة و.ت ب 15700130.82 وبلغ عدد المستفيدين 6668 ،نسبة الانجازمنها بلغت 93 في المائة، والمجموع بلغ 304 مشروعا بكلفة مالية 107456729.22 درهم مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 91221051.81 درهم عدد المستفيدين 128071 نسبة الانجاز بلغت 94.50 في المائة . واستفاد قطاع التعليم ب 37 فى المائة والتنشيط سوسيو ثقافى ب29 فى المائة، والصحة 7 فى المائة والانشطة المدرة للدخل ب 18 فى المائة والبنية التحتية 08 فى المائة. لا يسعني بصفة شخصية إلا أن أشيد بالمجهودات الجبارة التي يبدلها السيد نورالدين عامل اقليم الفقيه بن صالح فيما يخص إجمالي المبادرة الوطنية بالإقليم إذ يمكن القول ان المشاريع و البرامج المنجزة منها توزعت بين تلك الخاصة بدعم الولوج للتجهيزات والخدمات الأساسية والتنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي وتقوية الخدمات الصحية، بالإضافة إلى دعم المؤسسات التعليمية مشاريع خصص بعضها لبناء وتجهيز المدارس منها الجماعاتية ودور الطالب وتوفير النقل المدرسي لبعض التلاميذ في العالم القروي... أما بخصوص الأنشطة المدرة للدخل والمحدثة لفرص الشغل، فقد أنجزت منها جملة من المشاريع ،استفاد منها عدد كبير من الاسر المعوزة، عبر تنفيذ مشاريع منتجة تهم، على الخصوص، تربية المواشي والنحل، وتسويق المنتجات الغذائية، وغرس الأشجار المثمرة بالإضافة إلى دعم الحرفيين التقليديين فضلا عن الدور الفعال للمرأة خصوصا بالعالم القروي وما تميز به انخراطها الكبير في الأنشطة المدرة للدخل..خصوصا اذا ما استحضرنا ما حملته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من آمال وطموحات كبيرة، لتجاوز واقع التهميش والهشاشة، وتخفيف آثار الفقر، باعتبارها مشروعا مجتمعيا يساهم في تقوية خدمات الدولة والجماعات المحلية ،و يهدف إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان، مكنت من إذكاء دينامية للتنمية البشرية متناغمة مع أهداف الألفية التي ترتكز على إشراك وإدماج المواطنين في المسلسل التنموي... وهذا بفضل الدور الذي تلعبه اللجنة الإقليمية باعتبارها من أهم أجهزة الحكامة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية كفضاء للتشاور والحوار والتفكير بين مختلف الفاعلين التنمويين على صعيد هذه العمالة، تكريسا لثقافة التشارك وتحقيقا للمرامي السامية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لما لها من أهمية ودور القطب الاجتماعي المحدث على مستوى هاته العمالة، والذي يضم في تركيبته المصالح الإدارية والتقنية للدولة، وفعاليات مدنية أخرى... حيث جاءت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كهندسة اجتماعية حقيقية تتجسد من خلال تحديد طرق التدخل مع اعتماد طرق تفضي إلى نتائج قوية و استخدام وسائل غير مكلفة، و تكوين الموارد البشرية المؤهلة و السهر على سير المبادرة، و وضع آليات مراقبة و رصد لظواهر الفقر و الإقصاء بكل موضوعية و يقظة و شفافية، و اعتبار انطلاقتها فرصة مواتية للتصالح مع الذات و مع المجتمع، مع الاعتماد على مفاهيم جديدة كالمقاربة التشاركية و المقاربة المندمجة، التشخيص التشاركي التقييم، الافتحاص و المراقبة...فضلا عن منا تجتهد فيه الإدارة من محاولات الانفتاح على جمعيات و هيئات المجتمع المدني و جعلها شريكا أساسيا يجب استشارته و العمل بجانبه... هذا في الوقت الذي تعتبر فيه المبادرة برنامجا نابعا من الإرادة... ..وتبقى كذلك العلاقة بين المواطنة والتنمية البشرية علاقة متينة، على أساس أن بناء الوطن هو قوام المواطنة، و التنمية البشرية هي بناء الوطن بالمعنى الشامل، فكلما كانت المواطنة أصيلة و قوية، كلما كان إسهام المواطن في التنمية البشرية فاعلا و مؤثرا، و بالتالي حينما نؤكد على أخلاقيات المواطنة، نكون في الوقت نفسه نؤكد على ترسيخ أسس التنمية البشرية التي تهدف إلى تحقيق التقدم والرفاهية لجميع أفراد المجتمع.