بقلم ياسمين الحاج أصبح أمراً ليس بالغريب على الملاعب المغربية النهايات المأساوية ،وما حصل بالأمس في مدينة خريبكة من خسائر مادية جسيمة و استنكار اتحاد الصحافيين الرياضيين المغاربة الوضعية الصعبة التي ألت اليها بمركب الفوسفاط.. والظروف الصعبة التي اشتغلت فيها الصحافة الرياضية خلال لقاء أولمبيك خريبكة والرجاء البيضاوي بتواجد أشخاص لا علاقة لهم بالصحافة ويحملون بطائق وهمية يتطاولون على أصحاب المهنة بالسب والشتم . والواقعة الثانية وهي الأخطر مقتل رجل لا علاقة له بالكرة لقي حتفه أمام أعين زوجته بشهب اصطناعية من طائش أتى ليشجع الرجاء البيضاوي ، وقائع يندى لها الجبين بسبب رياضة تشكل متنفسا راقيا لعوالم المتعة والترفيه على النفس والتنافس الشريف فتتحول الى تنفيس للروح المتشنجة واللاخلاقية والتعصب المرضي المؤذي الى القتل. إن الشغب و ممارسة العنف الرياضي هو نتاج التفاعل بين الإحباط والخلق الاجتماعي, فعلم النفس الرياضي يفرق بين نوعين من أنواع العنف وهما :العدوان كغاية والعدوان كوسيلة . فعندما يكون الهدف من الشغب هو إيذاء الآخرين وإصابتهم بضرر وحتى قتلهم والتمتع بمشاهدة الألم والأذى الذي يلحق بهم جراء ذلك , يعتبر العدوان غاية بحد ذاته . بينما الشغب الذي يتم بغية الحصول على تشجيع خارجي كتشجيع الجمهور أو إرضاء المدرب أو تعبيراً عن الفرح بالفوز أو الإحباط من الخسارة , يعتبر هنا العنف وسيلة لغاية معينة وليست غاية بحد ذاتها . وبالرغم من أن الشغب كوسيلة يعتبر الأكثر شيوعاً واستخداماً في الوسط الرياضي إلا أن كلا النوعين يهدف إلى إيذاء الآخرين و لا يمكن تبريرهما في الوسط الرياضي بأي شكل من الأشكال . ومن هنا يجب إن نتوقف عند أسباب جريمة القتل التي تقع بسبب مباراة في ظروف الانفلات الأمني وغياب التوعية والتحسيس والتحليل السوسيولوجي والنفسي لرصد ظاهرة الشغب او الحرب في الملاعب ،الكل مسؤول والكل يتحمل ما ألت له هذه الظاهرة من وقائع سلبية في مجتمعاتنا ، من النخب المثقفة والسياسية والمجتمع المدني و الإعلام والأسرة و المهتمون بالتربية والتعليم بشكل عام والمهتمون بالتربية البدنية بشكل خاص لان دورهم ً كبير في تغيير الكثير من السلوكيات والتصرفات اللاخلاقية, من خلال تقويم السلوك غير المناسب ومعاقبته ،و تعبئة الرأي العام بشكل قد يؤدي إلى رفع الاستثارة والحماس المفرط والتعصب الشديد، والوقوف على الحالات الاجتماعية والنفسية للمتعصب رياضيا , إضافة إلى تنمية الروح الرياضية لدى النشء وتعليمهم الأهداف والقيم الاجتماعية النبيلة للرياضة والتأكيد على أهمية التحكم والسيطرة على الانفعال الناتج عن الخسارة أو الانتصار وتعليمهم ثقافة التنافس الشريف البعيد عن كل ظواهر الحقد والكره.