خريبكة/بقلم مصطفى امريمي يعود تاريخ الأغنية الشعبية إلى الحضارات القديمة وهي تعبير عن إحساس وشعور يكمن في دواخل الإنسان إذ يخرجه للوجود عبر الكلام والرقص واختراع آلات مرافقة هذا الإحساس النبيل فهي تخترق أسمى ما بأنفسنا سواء كانت صامتة أو عبارة عن كلمات تم تلحينها وغناؤها فهي إذن غذاء للروح وتناغم تهيم معه النفس إلى عوالم ومكنونات خاصة بكل شخص فهي معبر عن وجداننا ..وهي قريبة من الشعب فهي إما أن تكون سياسية أو دينية أو إنسانية أو اجتماعية (حسب المرحلة)أوروحية- عاطفية. لكن ومقارنة مع ماافتقدناه من أغاني شعبية تعبر بحق عن مكنوناتنا دون أن تتمرد على المعروف والمألوف وما يروج الآن في الساحة المغربية من أغاني فقد أصبحت هذه الأخيرة مجرد كلام مبتذل تحرك كلماته الأبدان قبل النفس وشيوع موسيقى "هز ياوز" ذات المستوى الرديء مع الأسف ،الكلمات منحطة واللحن سيء فلايمكنك أن تسمع إليها مع العائلة بدون حرج فعوض أن تكون مرآة للإنسان المغربي وللشعب المغربي وما يرافق ذلك من هموم وشجون وآمال أيضا تحولت بقدرة قادر إلى "صاك" به أدوات ماكياج وسراويل "دجينز" وإفساد لأخلاق"الطفلات". لقد قال ألكسندر كراب عن الأغنية الشعبية إنها "قصيدة شعرية مجهولة الأمل شاعت بين الناس ولازالت تغنى إلى الآن".. أما عن تسميتها بالشعبية فمرد ذلك أن مسقط رأسها هي الأرياف ثم انتقلت بعد ذلك إلى المدن ..وإذا كانت جيدة فستظل متداولة زمنا طويلا من جيل إلى جيل مع تطورها طبعا ..إن المبدعين من كتاب كلمات ،ملحنين ومؤدين (مغنون) يجب أن يناقشوا فيما بينهم الرهان نحو الجيد من الأعمال كلمات وآداء وبالإرتقاء به نحوالأجود وهو ما كان يقوم به قدماء المغنيين عبر جميع العصور فلقد طوروا الآلات والكلمات والألحان "زرياب مثلا" ..ففي المغرب كانت الأغنية الشعبية معبرة وتتناول موضوعات معينة كأغاني الحصاد، ادراس، الحرث..الخ. والآن تنتقل الداودية إلى أشياء أخرى لاقبل بالفن الشعبي بها اختزلت في "الصاك" وما بداخله لكنني أقترح عليها إضافة السطور التالية لكي تكتمل "الباهية "بالقول: الصاك فيه الكارو، ماشي كازا ماشي مارلبورو، نكميوا جوان ونطيروا وبكلام الصاك نتناروا، الصاك فيه الغبرة، البيضة مون نامور، أنا باغيا واحد يكون شومور، يشرملني وعليا يقيل يدور، يردفني موراه فوق الموطور، وإلى معجبنيش نبدلو بسيرور، ونتحدا كلشي بلفور.. هكذا كانت الأغنية ستكون جميلة جدا لو أضيفت إليها هده الأبيات النظيفة أيضا.