"لكي تهدم افتراضاً ما ، فلا يكون عليك أحيانا إلا دفعه إلى أقصى ما يمكنه الوصول إليه" دنيس ديدرو. 1- النظرية التي نضطر لأن نشرحها بصيغة متطرفة أي ندفع بها إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه، هذا يعني أنه من الصعب أن نفهمها من غير ذلك، لا أجد شرحا للتطرف إلا أن أستدل بهذه النظرية كنموذج تطبيقي. الذين يقومون بهذه المهمة قد يكونون من المناضلين المؤمنين بالنظرية [1]، وليسوا ممن يستعملون التطرف "لتطريف" القضية والإساءة إليها بل يعتبرون عملهم من صلب الدفاع عن قضيتهم. نسميهم متطرفين (تعودنا أن نطلق هده التسمية على النشطاء الإسلاميين (عندما يكون منسوب النشاط عندهم مرتفعا جدا، يسمون أنفسهم المؤمنين وغيرهم ). ظهر بيننا تطرف تحت راية لها لون كان يسمى في التاريخ الإسلامي: الشعوبية، نخترع الآن مسميات عصرية من وحي الأحداث الراهنة، لم نعد نحتاج إلى التاريخ للتنابز بالألقاب الفظة. رشيد تيني يصيح وكأنه أرخميدس: وجدتها، ويسميها جنون (يقدف بها إلى مربع الامازيغ [2])، يتلقفها لاعب من تلك الفرقة التي لا تلعب، اسمه الحركي: لحسن أمقران ، فيرجع الكرة إلى الأخ رشيد الذي يصبح يستحق اسما جميلا: مجنون الامازيغ [3]. التطرف، الجنون...ستظهر أسماء جديدة حسب الأنشطة والهوايات التي تجمع طائفة من المتعصبين، يرفعون راية بلون جديد، حتى لا تختلط علينا الأوراق (من كثرتها) أتشبث بالاسم التاريخي: الشعوبية (الشعوبية الإسلامية، مِنْ...إلى داحش، والشعوبية بمرجعية، بل بكل المرجعيات المتاحة لضرب الثقافة الإسلامية. 3- هّه أمة يوحدها هناك دين واحد، نسميه الإسلام وهناك أديان تفرقها، تختلف المسميات ولكنها تتفق كلها لتشرح نظريتها بالمقلوب، أليس البرهان مثال معاكس هو الذي يقابل البرهان المباشر؟ 2- لا يكفي أن نقول إن الإسلام دين التسامح والحوار، لننتقد التراث الإسلامي،من غير انتقاء، حتى ننتبه إلى نقط الضعف (وما أكثرها) لنحصن ديننا من "المسلمين" بالعصبية، فالدين إذا تحول إلى عصبية، يدافع عن الدين كأمة، وليس عن الأمة كدعوة للحوار بين الأمم جميعها. الحديث ليك يا جارة: الجارة نقصد بها الدعوة الأمازيغية، التي نحترمها إذا كانت دعوة لحوار الثقافات، لا يمكن إلا أن تتحول إلى عصبية أمازيغية، نمجها إذا تحولت الى عصبية تبحث عن نسب عرقي وهمي، عوض أن تنتسب إلى عصبية الأرض، 3- الأرض هي جغرافية وطن لا يفرق بين أبنائه، والأرض هي تاريخ وطن، وبما أنه تاريخ أغناه أكثر من لقاء ثقافي، نرفعه كشعار لمغرب الثقافات، حتى لا يبقى هذا الشعار من غير "موازين" موسيقية أصيلة. الموسيقى نفسها ثقافة لا تتوقف عند الرقص الصاخب، الرقص الهادئ يسمح أن نقف عند ذلك الإيقاع الجميل والهادئ، نتشنف بالمعزوفة العذبة، التي تجعل الكوكبة الراقصة تتحرك بالهام ثقافي وكأنها راقص/جسد واحد. 4- افترضت منذ البداية (اقرءوا العنوان) أن التطرف فن، ودفعت بهذا العنوان إلى النهاية، أبرهن أن التطرف هو أقرب إلى النظرية الأمنية: عندما يخترق أعداء النظرية التحصينات الأمنية، يجب أن لا نلوم المتطرفين بل أن نراجع تحصيناتنا الأمنية نفسها. 4- تدعو القلوب بما تشتهي ، فيُجيب الله بما هو خيرٌ لها. 5- أقواس لا يدخلها متعصب (الإشارات 2 و3 هي روابط لمقالات لها صلة بهذه المقالة) ********************** [1] قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا... [2] -مجانين-الحركة-الأمازيغية-مليكة-زان-زان مجانين-الحركة-الأمازيغية