الجامعة الوطنية للتعليم، ج وت / المكتب الإقليميبخريبكة Tazdaouit n tanamort n tousna Fédération Nationale de l'Enseignement, FNE خريبكة، في: 22 دجنبر2014 إلى السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بنيابة إقليمخريبكة الموضوع: رسالة مفتوحة (ثالثة) تحية وسلاما، وبعد، رب متسائل وحتى متعجب من الجدوى من مراسلتكم كل مرة مادامت رسائلنا تأتي بعكس المتوخى منها، الذي هو مساعدتكم على تجاوز الأخطاء والخطايا التي أفرطتم في مراكمتها اتجاه الشغيلة التعليمية بالإقليم ونقابتنا، والتي تنم بشكل فاضح عن افتقاركم للحد الأدنى من المعرفة والحنكة الضروريتين لتولي مسؤولية تربوية من حجم نائب إقليمي على قطاع يعد رافعة أساسية للتنمية... وهكذا يبطل العجب ويتلاشى التساؤل ويتضح أن إلحاحنا نابع من حسن طويتنا، فنحن نفترض ونرجح عدم فهمكم واستيعابكم لمضموني الرسالتين السابقتين بسبب العماء الناتج عن عقليتكم التسلطية والمنغلقة على الذات إلى حد الإصابة بفوبيا الغير، والذي يحجب عنكم رؤية الدلالات العميقة لرسائلنا إذ لا تتجاوزون في قراءتها مستوى اللفظ ... وبحكم تجربتنا المتواضعة في مجال التربية والتعليم، فنحن ندرك جيدا أن تبسيط الأسلوب واعتماد التكرار ولم لا حتى استعمال وسائل الإيضاح كلها من الأمور المساعدة على تبليغ دلالة اللفظ والقصد من ورائه، فلا ضير في نهج ذلك ومراسلتكم كرة أخرى.. إننا في الجامعة الوطنية للتعليم ج و ت، وانطلاقا من إيماننا الراسخ بفضيلة الحوار والتفاوض في دفاعنا عن قضايا الشغيلة التعليمية، كاتبناكم لأزيد من مرة، لتتيحوا لنا فرص التقديم المباشر للإيضاحات والشروحات الضافية الكفيلة بتمكينكم من استيعاب مضامين خطاباتنا الموجهة إليكم، وكان بودنا أن يغنينا ذلك عن مراسلتكم بشكل مفتوح ويجنبكم تواتر السقطات والهفوات التي وقعتم فيها، لكن وللأسف الشديد العنجهية الدامغة لسلوككم والمترادفة مع وقوعكم تحت رحمة من يزينون لكم أعمالكم التسلطية من مستشاري السوء، والذين يسوقونكم في اتجاه المزيد من معاداة حقوق الشغيلة التعليمية حالت دون ذلك، ولسوف تجنون أشواك ما زرعتم من ضغائن وأحقاد..! ومن بين وسائل الاستنكار التساؤل، فلنتساءل: من أباح لكم الافتراء على نساء ورجال التعليم المضربين عن العمل يوم 23 شتنبر و29 أكتوبر 2014 دفاعا عن حقوقهم ومكتسباتهم باتهامهم زورا وبهتانا بالتغيب العمد عن العمل لتبرير الاقتطاعات اللاقانونية من أجورهم!؟ وكيف سمح لكم ضميركم بتحريف موضوع مراسلات مديري المؤسسات التعليمية المتضمنة للوائح المضربين عن العمل، وهل هناك عقل بشري يستسيغ غياب الآلاف دفعة واحدة لنفس المدة وبدون مبرر...؟؟؟!!! ولما احتج نساء ورجال التعليم على تعاملكم اللاأخلاقي هذا، بتنظيم وقفات احتجاجية ببعض المؤسسات التعليمية، قمتم بدل لملمة فضيحتكم وإصلاح خطيئتكم ولو معنويا بتقديم اعتذار لهم، بركوب رأسكم، والتهجم عليهم من جديد، عبر استفسارات تفتقد للياقة، وحبلى بالاتهامات والوعيد، بهدف ترهيبهم وإخراس أصواتهم، غير عابئين بما لحقهم من غبن وظلم، ومتطاولين حتى على حقهم المشروع في الاحتجاج... وحين قامت جامعتنا بدورها بتنظيم وتأطير وقفة أمام النيابة يوم 12 دجنبر 2014 احتجاجا على الاقتطاعات اللامشروعة من أجور المضربين عن العمل، وعلى تعاملكم اللاأخلاقي والقمعيمع إضرابات واحتجاجات الشغيلة التعليمية بالإقليم وعلى التمديد القسري لعمل المتقاعدين إبان الموسم الدراسي حتى نهايته، جن حنونكم وتوجهتم لمجموعة من المساهمين فيها باستفسارات مستفزة وغريبة أقل ما يمكن القول عنها أنها تنم عن عقلية تسلطية وجهل مريع بالقانون وفهم خطير للتسلسل الإداري محكوم بنظام السخرة والقنانة، وتكشف بعض عباراتها المرتبكة لفظا ومعنى (مثل: أدعوك إلى تبرير الأسباب التي دفعتك..) عن نفسية مهتزة نتيجة إفراطها في الأنانية إلى حد الإشباع... فكيف تنكرون على مسؤولين نقابيين محليا ونقابيا وجهويا ووطنيا في جامعتنا حقهم في تأطير تحركات واحتجاجات الشغيلة التعليمية ضدا على الدستور؟! وكيف تطلبون من مسؤولين إداريين أخذ الإذن من رؤسائهم للمشاركة في "تجمهر" حسب تعبيركم الذي للآسف الشديد ينهل من المحاضر السيئة الذكر التي كانت تطبخ للمناضلين في زمن الجمر والرصاص؟! أ تشابهت عليكم الأمور إلى هذا الحد؟ ألا تدركون أنكم أفرغتم الاستفسارات من موضوعها حين ضمنتموها الإجابة عليها بتحديدكم الأسباب في حضور " تجمهر أمام النيابة " وكذا إدانتكم المسبقة للمحتجين كونهم مستخفين ومستهترين بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم؟ ناهيك عن التهديد والوعيد الذي أصبح من الثوابت في استفساراتكم...!!! وكيف تسنى لكم حرمان أحد مناضلينا النقابيين من حقه في الاستفادة من أدوات العمل إسوة بباقي زملائه، فقط لأنه يساهم في تأطير نضالات الشغيلة التعليمية؟ ألا يعري هذا عن العقلية الإقطاعية المستحكمة في سلوككم، وعن خلط للأمور قل نظيره؟ اعتبارا لمسؤوليتكم عن قطاع استثنائي بكل المعايير، كان لزاما عليكم أن تكونوا القدوة للجميع من حيث السلوك الأخلاقي واللباقة والكياسة والاحترام والتواضع، وان تكونوا على الأقل مناصرين للمدافعين عن حقوق ومصالح الشغيلة التعليمية، لا أن تسيروا في الاتجاه المعاكس لذلك. وأيضا كان لزاما عليكم احترام الحقوق والحريات النقابية والعامة لا أن تنصبوا نفسكم معادين لها متبجحين من خلال تصريحات لا مسؤولة بأنكم لولا تسلطكم واستبدادكم وهجومكم القمعي على الحقوق والحريات لما نلتم رضى السلطة ولا تقدير رؤسائكم، مؤكدين أن الزمان قد عاد إلى الوراء. ولتعلموا أن النيابة مؤسسة عمومية تحكمها قوانين وليست إقطاعية يمكنكم التصرف فيها كما تشاؤون وتمنحون فيها الحظوة والمنفعة لمن تريدون. إن الجامعة الوطنية للتعليم ج و ت، وإن كانت تمد يدها للحوار والتفاوض، فهي تقوم بذلك من أجل مصلحة الشغيلة التعليمية لا غير، ولكي نريحكم من عناء الغزوات الدونكيشوتية التي تشنونها ضدها، فمناضلوها عصيون على التدجين ولن يتوانوا عن فضح الفساد والاستبداد بالنيابة مهما كلفهم ذلك من ثمن، أفلا أنتم منتهون؟ وتقبلوا السيد النائب منا أصدق المشاعر، والسلام عليكم. عن المكتب الإقليمي الكاتب العام: محمد جبار