إلى السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بنيابة إقليمخريبكة الموضوع: رسالة مفتوحة (ثانية) تحية وسلاما، وبعد، لقد وجدنا أنفسنا للأسف الشديد مضطرين مرة أخرى لمراسلتكم بعد أن تبين لنا بالملموس تعاملكم السلبي والمتشنج مع الرسالة المفتوحة التي سبق وأن وجهناها لكم بتاريخ 10 يونيو 2014، ولا ندري إن كان مرد ذلك لعدم استيعابكم لمضامينها بسبب قصور في الفهم، وهو ما نستبعده بحكم جلاء محتوياتها، أم أن عداءكم لجامعتنا مستحكم إلى درجة أنه أعماكم عن إدراك ما صبونا إليه من أهداف نبيلة نسعى من ورائها إلى إرساء أسس علاقات سليمة بين الجامعة الوطنية للتعليم - ج و ت وبين النيابة، ملؤها الندية والاحترام المتبادل خدمة لقطاع التعليم ولمصالح الشغيلة التعليمية بالإقليم، لكن ما يمكننا رثاؤه بمراره أنكم بعكس ما توخيناه اخترتم نهج التصعيد والعدوان المجانيين ضد جامعتنا ومناضليها، وعلى الرغم من ذلك فتربيتنا النقابية المبنية على فضيلة الحكمة والتفاوض والإقناع والاقتناع ونكران الذات وتجنب ردود الأفعال السلبية تنهانا عن الإتيان بسلوكات منحطة ورخيصة وانتقامية من قبيل تلك التي أقدمتم عليها اتجاه جامعتنا ومناضليها. إن ما يحيرنا حقا هو تناسيكم أنكم تمثلون وزارة من أهم الوزارات تهدف إضافة إلى التعليم والتعلم ترسيخ أرفع القيم الإنسانية داخل المجتمع، ضمنها السلوك القويم والحوار وتقبل النقد واحترام الرأي الآخر والتسامح ونبذ العنف... وهي قيم من المفروض أن تكونوا تشربتموها منذ زمان وتتمثلونها في كل لحظة وحين حتى تكونوا قدوة للآخرين، لا أن تنهلوا من قاموس الدنس والبداءة والتسلط والثأر والانتقام والعنف.. كما هو ديدنكم لسوء الحظ... فكيف سمحت لكم نفسكمبإنكار معرفتكم بالكاتب العام لفرع الجامعة الوطنية للتعليم بخريبكة بشكل فض و بئيس حين حضر ضمن وفد من جامعتنا لمقابلتكم بتاريخ 30 شتنبر 2014، وأنتم من يدعي في كل وقت وحين بأن باب إدارتكم مفتوح في وجه الجامعة، وأكثر من ذلك طعنتم بحضور نقابيين آخرين في شرعية الجامعة (انتوما ماشي نقابة)محقرين السلطات التي منحتها وصل الإيداع، وتوجتم تصرفكم غير اللائق واللامسؤول بالتلفظ بكلام ساقط، وبتهديد الكاتب العام بعبارة «واديرها فين تجيك.. » ومحاولة الاعتداء عليه!!؟؟ وكيف سمحت لكم نفسكم بصفع أحد المقتصدين إبان الموسم الدراسي السابق، وبالتبجح بكونكم تمكنتم من تركيع أحد «النقابيين» بحيث أجلستموه حسب تعبيركم على أصبعكم!!؟؟ وتطمعون في القيام بنفس الشيء مع مسؤولي جامعتنا، فكيف لاتؤدي مسلكيات كتلك التي جردناها آنفا وأنتم القدوة – إلى قيام المسؤول عن خلية الإعلاميات بمعية أحد حراس الأمن بالنيابة بالاعتداء الجسدي على أحد الأساتذة داخل النيابة بتاريخ 02 أكتوبر2014 فقط لأنه حضر لقضاء مأرب له بها. ألم يخزكمضميركم حين قمتم بالاقتطاع الظالم من أجور العاملين بمجموعة مدارس بوعزة بنقاسم بدائرة خريبكة عن تغيبات عن العمل لم تحدث قط، بل إنكم أول المقتنعين بجورها، بحكم تصريحكم لمسؤولي إحدى النقابات وفي لقاء رسمي معهم بانكم أقدمتم على ذلك انتقاما من الكاتب الإقليمي لجامعتنا ولكون العاملين معه لا يريدون الابتعاد عنه!!؟؟وبالزج القسري لآخرين في حربكم ضد الجامعة، فعلى سبيل المثال: إجبار مدير المجموعة على توجيه استفسارات للعاملين بها عن غيابات وهمية عن العمل، وهي إن كانت فعلية فهو معني بها ومسؤول عنها لسنوات، وتوريط رئيس المصلحة التربوية رفقة مفتشين في رصدها، بالرغم أن تلك المهمة هي من اختصاص مصلحة الموارد البشرية إن ثبت تستر مدير المجموعة عليها؛ وكذا الدفع بالمسؤول عن مكتب الامتحانات إلى إقصاء مسؤولين بالجامعة من مهام بدوافع انتقامية لا غير!!؟؟ وكيف ترضون لنفسكم بتحويل النيابة إلى إقطاعية تفعلون فيها ما تشاؤون، تمنعون ما تشاؤون عمن تشاؤون، وتمنحون ما تشاؤون لمن تشاؤون، وتعاقبون من تشاؤون دون سبب، وتمنحون الامتيازات لمن تشاؤون، فعقلية القرون الوسطى التي تسكنكم لم تعد صالحة لتسيير أي مجال فما بالك بمجال التعليم، وتصرفاتكم الماسة بالحريات النقابية تناقض كليا مضامين الدستور والمواثيق الدولية ذات الصلة... أما عليكم مراجعة ذاتكمللتو...؟ ألا تثقلون على نفسكم بالاستمرار في المنصب الذي تشغلونه، وأنتم الذين تدعون في كل وقت وحين بأنه فرض عليكم، وأنكم على أتم الاستعداد للتخلي عنه متى حاول أيا كان من رؤسائكم في القطاع أو السلطة معاكسة إرادتكم بإجباركم على احترام القانون او لفت انتباهكم إلى الخروقات والتجاوزات التي تتم بالنيابة، ونحن نتساءل كيف يمكنكم العطاء والنهوض بالتعليم بالإقليم، وأنتم غير مقتنعين ولا راغبين في مهمتكم، لقد كان حريا بكم الاستقالة رحمة بكم وخدمة للقطاع بذل الاستمرار في العبث واختلاق المشاكل.. السيد النائب، إن ما نهدف إليه على الدوام لم يكن قط تصيد فضائحكم وأخطائكم ونواقصكم لغرض في نفس يعقوب، فنحن أبعد مايكون عن هذا السلوك، وإنما هدفنا انطلاقا من معرفتنا بنقص خبرتكم وقلة حنكتكم إنقاذكم من نفسكم، ومساعدتكم إن قبلتم ذلك – على تحسين أدائكم حتى لا تسقطوا في أخطاء قاتلة، وأيضا ترميم العلاقة التي عمدتم إلى تكسيرها مع نقابتنا على أساس الندية والاحترام المتبادل خدمة لقطاع التعليم ومصالح الشغيلة التعليمية بالإقليم. وتقبلوا السيد النائب منا أصدق المشاعر، والسلام عليكم. عن المكتب الإقليمي الكاتب العام: محمد جبار