من وجدة كتب : مصطفى منيغ من فراغ إلى ضياع، قادوها مَنْ زاغوا وبتخطيطاتهم بين الجارتين خَبَرهم شاع، وعندما استيقظت "الحسيمة" وجدت نفسها غارقة في مستنقع "التهريب" لتتحول بفعل هؤلاء من سيدة نفسها إلى رهينة بين السبل المؤدية لمدخلها الرئيسي تحت رحمة الجمارك والدرك والأمن الوطني وآخر العنقود القوات المساعدة بالتعبير المتواضع، شباب في إقبالهم على الحياة يذرفون الدموع الحقيقية وقد وقعوا في مصيدة صنف من الأصناف الأمنية المذكورة، لينجو من نجا فرّاً بكرامته من مهزلة المذلة وليؤدي مَن أدى مِن جهده الخرافي الثمن ليصبح بين ليلة وليلة يكره نفسه وبالتالي مَن دفعه لامتهان "تلك المصيبة" كمخرج للحصول على ما يسدد به وأسرته الصغيرة الرمق ومع ذلك يُفاجَأُ بالمنع، ونخبة عراها الزمن ِمِنْ خيرات تلك الأرض مضاف لها ما يُستخرج من البحر قائمة بلا حياء تتمتع، وكأنها السباع لا أحد يشاركها الفريسة حتى تشبع، أو مَن كان أشرس منها وألعن من أنياب ضباع، لفكيها جرته المَسْكَنَةُ ومع قلة حيلة بينهما وقع، يؤدي إن أراد الفكاك ما فرضه السماسرة بإيعاز الرئيس الأعمى الأقرع، أبوا المصائب حفيد الأصلع، من بَدَّلَ الاسبان بتحالف مع لخيرات الحسيمة سال لعابه من شدة الطمع، فألبس الحسيمة الجميلة الجلباب المرصع بالمضحك من الُّرقع، لتبدو كالدراويش مرددة شعارات لا تزيد الرؤوس إلا الصداع، الخالي من مقومات المُجدي من الدفاع، إذ الأمور اشترى فيها بالرخيص وبالغالي الثمين باع، و انزاحت المروءة والوطنية من الطرقات وبقي نفاق شرذمة استُحضرت لأرذل أهداف ليصبح أفرادها للمحرمات أمهر صناع، يغيبون طول النهار ومع الظلام هم خفافيش التبليغ عن حمولات مهربة مساقة بين أذرع أصحابها ترتجف أوصالهم حياء لِوُلُوجِهِم هذا القطاع، وهم في أصل الشجرة الريفية أنبل فرع، لكن الفقر عدو يستحق التَبَدُّد والاستئصال قبل انحدار الملتصق به لمخاطر الصراع مع الصرع. الحسيمة كانت شقيقة القمر يتعانقان في قصيد الشعراء، قريبة يتخيلونها في ارتفاعها صوب العلياء،الصافية كل مساء،المزينة بما يؤخر ظلمة الليل من شفق ناشر لونه الأرجواني يحبب التمعن في جمال مِن صنع الخالق الباري الحي القيوم ذي الجلال والإكرام نعمة مهداة لمن فضلهم بالعقل يسبحون بحمده عدد ما يدخل في علمه بما يفوق من موجودات الأرض وكل سماء . ...الحافلة تترنح بصوت من محركها يبعث القلق في ركاب قادمين إليها من تطوان متسلقة ارتفاع هضبة لتنطلق مع التواءات سفوح جبال وعرة التضاريس، يقودها سائق خَبَّرته شركة ( LA VALENCIANA S.A) المملوكة لاسبانيين فمنحته ثقتها في كل رحلة تمتد ما بين 14 إلى 19 ساعة، الشركة التي أصبحت الآن تحمل اسم" ستيام"(C.T.M) ما كنا نشعر بالعلياء، متلهفين فقط على احتضانها بعيوننا والاستنشاق من هوائها الممزوج برائحة الخزاما مرطبة الأجواء، أصبحنا نألف الحياة بين جوانبها الفيحاء، وغابتها المقامة أشجارها على رمال المتناغمة البنية البيئية والطبيعة مقاولة البناء، وشاطئها العجيب ( SABADILLA) الذي تَعَلَّمَ مَن كان في سني فن السباحة بتلقائية وراحة بال وبلا التقاط لأي وباء، والجميع كنا هناك سعداء . ... اليوم فرّ الجمال واستوطن القُبْحُ معانقا المستقبل المُعْلَن عنه بفتور ما يُقَدَّم ُ حتى للمغضوب عليهن من مدن لها من "الحسيمة" أكثر من رابط تشابه، المكتمل في التهميش والتحقير نصابه. ... اليوم متى تحرك للحسيمة جوف، اكتواه ظُلمُ ظالمي السطح ساد بين سكانها الخوف، من استيقاظهم ذات فجر على نصفها وقد شمله الحذف، ليتكاثر على ألسنتهم القذف، الموجه لمن ينتظرون"الزلزال" ليمدوا أيديهم للشرق أو الغرب مستنجدين ليستغلوا فارق الصرف، ومن ورائهم عصابة السلب والنهب كما جرى في السابق وجزء كبير من هذا الملف، "الوسخ"عند العامة بكثرة ما عُرِفَ تحوَّل لعُرْف.