بقلم أسامة مغفور الجو اليوم ربيعي مشمس. دعتني أزهار الحدائق لأشم عطرها الفواح، ووجهت لي العصافير دعوة رسمية لحضور أمسية خالدة تعزف فيها آخر سمفونياتها بمناسبة حلول الربيع. وحتى الأنهار أبت إلا أن تلبي نداء الربيع وتناديني بإلحاح إلى السمر بين جنباتها. فخرير الماء لا يقاوَم. أخذ طائر السنونو بيدي وهو ينهرني، أما آن لك أن تغادر هذا البيت وتدع أوراقك وكتبك بعض الوقت وترافقني لزيارة الأصدقاء وتشاركهم احتفاليتهم بالفصل السعيد؟ ليس بودي إلا أن أقبل لأريح دماغي من حركة دؤوبة تشتغل صباح مساء بحثا عن مصطلحات عربية جميلة متناسقة تصنع لي جملة تعيدني إلى زمن المتنبي والسياب وعذوبة لسان محمود درويش ونزار قباني. أعترف لك يا صديقي السنونو أن لغة المتنبي والجاحظ سحرتني بجمالها وأناقتها. وبقوة مفعول سحرها على وجداني، أصبت بشلل كلي وبعجز عن البوح لها بعشقي وهيامي. فلقد نصبت سيدة الأرض وممثلة السماء ملكة على كل اللغات وبت أخاف أن أدنو منها، فنورها المشرق الوهاج سيحرق وجهي. ها أنا الآن أرى نفسي أمشي وأجوب عدد القراء : 1 | قراء اليوم : 1