لا يكاد يمر وقت وجيز عن أحداث الشغب التي رافقت مباراة الرجاء و الجيش الملكي بالداربيضاء، في اطار الجولة الثالثة من الدوري المغربي للمحترفين، و التي لأصيب على إثرها 7 أشخاص، من بينهم 3 عناصر من قوات الأمن واثنان من أنصار فريق الجيش الملكي، حتى استفقنا من جديد على واقع أمر هذا الأسبوع، عصابة من الجماهير تعترض سبيل حافلة تقل لاعبي اتحاد طنجة و جماهير الفريق الطنجاوي، بالطريق السيار الرابط بين الداربيضاء و الرباط . كالعادة خسائر مادية و بشرية، أخطر من ذالك المشجع الطنجاوي الشاب "دحماني "، لازال يرقد في مستشفى ابن سينا بالرباط في حالة لا يرثى لها، ما ذنب الذي اقترفه هذا المشجع الذي رافق فريقه من أجل التشجيع و تكبد عناء السفر من طنجة الى البيضاء. اليوم كلنا مسئولين من أجل التصدي لهذه المافيات الإجرامية و التي غزت الملاعب الوطنية، سواء جامعة وطنية لكرة القدم، سلطات محلية، أنصار،مجتمع مدني أو جسم أعلامي، فرغم صدور قانون مكافحة الشغب الى حيز التنفيذ لازالت الأعمال التخريبية و الإجرامية في تزايد، فاليوم هذه العصابات التي تتستر بجمهور عريض و فرق عريقة لم تتحدى قانون مكافحة الشغب قط، بل تحديها تجاوز الجامعة و السلطات المحلية و الأمن الوطني و رجال سلطة بصفة عامة . أصبح المواطن المغربي يعيش حالة من الرعب و الخوف، هذا ما يعبر عنه السكان المجاورون للملاعب الرياضية، عوض ان يستمتعوا بعطلة نهاية الأسبوع بمنازلهم و مع أسرتهم تجدهم يتأهبون للقاءات الكبرى و يقومون بركن السيارات بعيدا عن منازلهم، و إقفال محلاتهم التجارية و منع أبنائهم من الخروج ساعات قبل المقابلة و بعد المقابلة ...، الأبعد من ذالك مجموعة الجماهير التي ترافق فرقها تقوم باعتراض المارة ثارة، و نهب و تخريب الممتلكات العمومية ثارة أخرى في غياب رقابة و عقوبات زجرية . عندما تقوم جماهير محسوبة على فريق الجيش باعتراض حافلة تقل جماهير المغرب الفاسي الموسم المنصرم، ويمر الحادث مرور الكرام، و يعودون هذه السنة لمدينة الداربيضاء بعد أحداث الخميس الأسود و يقومون بتوقيف قطار باستعمال جهاز الإنذار، و لا يكاد يمر الأسبوع حتى يعترضوا سبيل حافلة اتحاد طنجة، و لايصدر اي بلاغ عن الجامعة و السلطات في حق هذه الفئة التي ولو فرضنا انها لاتنتمي لجماهير الجيش فهي محسوبة عليها، فلو تم حرمان الجمهور من التنقل و فرض عقوبات زجرية على المتورطين، و حرمان النادي من جماهيره مدة طويلة، لا رأينا تضافر الجهود من جل الهيئات المحيطة بالجمهور بشكل مباشر من أجل النهي عن الأعمال التخريبية . لكن هذه الصرامة لا تخدم مصالح المعنية بالأمر، فهناك جهات تنتمي لنادي و لها اتصال مباشر بمافيا الملاعب، تدفع لها المال حتى تكون سندها في الملعب و خارج الملعب كما تشكل ورقة ضغط في اتخاذ القرارات الخاصة بالنادي، أبعد من ذالك نجد لاعبين يقومون بتأدية واجب أسبوعي، لبعض البلطجيين حتى يحموهم من الجماهير خلال الهزيمة . فحادث هذا الأسبوع الذي أصاب حافلة اتحاد طنجة، جسد للرأي العام ان هذه المافيا لا تكثرت لسلطة و لها قانون خاص بها وتسير بها أمورها الخاصة، فإن لم يصدر أي قرار في غضون الأيام القليلة القادمة، فلن يكون الى تفسير واحد، هذه المافيا الإجرامية لها سند يحميها، سواء من الجامعة أو السلطات . فاليوم نحن جميعا على المحك إما إن نقف وقفة الرجل الواحد، أو نرضى بقانون مافيا الملاعب الجديد و الذي يهدد سلامة المواطنين و الجماهير و الكرة المغربية بصفة عامة. بقلم أشرف لكنيزي [email protected]