انتقل عالم المستقبليات البارز الدكتور المهدي المنجرة إلى عفو الله ورحمته، بعد أن وافته المنية زوال يومه الجمعة، 13 يونيو 2014، في بيته بالرباط بعد معاناة طويلة مع المرض. ولد المنجرة عام 1933 بمدينة الرباط، وبعد حصوله على شهادة الباكلوريا، توجه إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن لاستكمال دراساته العليا، حيث حصل من جامعة كورنيل على شهادتي إجازة في البيولوجيا والعلوم السياسية، وكان أول مغربي يدرس في الجامعات الأمريكية. ثم انتقل المنهجرة إلى بريطانيا، ليحصل بعد سنوات من الدراسة بكلية الاقتصاد بجامعة لندن على شهادة الدكتوراة. وفي عام 1958 عاد المنجرة إلى المغرب واشتغل أستاذا بجامعة محمد الخامس بالرباط. وكان أيضا أول مدير للتلفزيون المغربي الذي أطلق يوم 3 مارس 1962، قبل أن يعين سفيرا ممثلا دائما لبلاده بمنظمة الأممالمتحدة. كما كان عضوا بالأكاديمية العالمية للفنون والآداب، وعضوا في الأكاديمية الإفريقية للعلوم، وعضوا في أكاديمية المملكة المغربية. ويعتبر المهدي المنهجرة أشهر عالم مستقبليات مغربي، كما أنه برز في علمي الاجتماع والاقتصاد. وقد اشتهر بحديثه عام1991 عن الحروب الحضارية في كتاب أصدره العام نفسه بعنوان: "الحرب الحضارية الأولى". إذ اعتبر فيه الحرب ضد العراق في ذلك العام حربا حضارية. يذكر أن عددا من الطلاب والأساتذة كانوا قد أطلقوا قبل حوالي شهرين حملة إلكترونية تحت اسم "مَعاً من أجل تكريم الدّكتور المهدي المنجرة بالمغرب"، لمساندة وتكريم عالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة، وللمطالبة برفع الحظر والمنع وإزالة التهميش الذي يطاله من قبل الدولة وإعلامها ومؤسساتها العلمية والأكاديمية نتيجة مواقفه الوطنية. واختارت يوم 13 مارس يوما عالميا للاحتفاء بالمنجرة. ونال المنجرة جوائز دولية عدة، ومنها جائزة مجلة "الحياة الاقتصادية" الفرنسية عام 1982، والميدالية الكبرى للأكاديمية الفرنسية للهندسة في 1984، ووسام الفنون والآداب من فرنسا في 1985، وميدالية السلام من الأكاديمية الدولية ألبرت إينشتاين، إضافة إلى جائزة الفيدرالية الدولية للدراسات حول المستقبل عام 1986. ونشر المفكر المغربي الراحل نحو 500 مقال في العلوم الإنسانية والاجتماعية، بحسب موقعه الرسمي، إضافة إلى العديد من الكتب، مثل "قيمة القيم" (2006)، و"إهانة" (2006)، و"الإهانة في عهد الميغا إمبريالية" (2003)، و"انتفاضة" (2001)، و"عولمة العولمة" (1999)، و"تصفية الاستعمار، التحدي الأكبر للقرن الواحد والعشرين" (1996)، و"الحرب الحضارية الأولى" (1991).