عرفت دار الثقافة بقصبة تادلة يوم السبت 29 مارس 2014 تنظيم ندوة قام بتأطيرها الأستاذ خالد عبداللطيف بحضور ثلة من المثقفين والأساتذة والمهتمين بالمجال السردي والابداع المغربي.وقال الأستاذ المحاضر في ندوته تحت عنوان" الرواية المغربية من التأصيل غلى التحديث" أنه من بين الصعوبات التي واجهت النقاد المغاربة هو إشكالية التجنيس الأدبي مشيرا الى الكتب التي تناولت الرواية المغربية بالدرس والتحليل منها: كتاب" الكتابة السردية في الأدب المغربي الحديث" لأحمد المديني. كتاب" الرواية المغربية والاديولوجيا في المغرب العربي" لسعيد علوش. كتاب" الرواية المغربية" لعبد الكبير الخطيبي. كتاب" المصطلح المشترك" لادريس الناقوري. كما تطرف الأستاذ المحاضر إلى البداية الفعلية للرواية المغربية مشيرا الى تعدد الرؤى في هذا الباب، فهناك من يعتبر البداية الفعلية للرواية المغربية سنة 1924 مع رواية" الرحلة المراكشية" لابن المؤقت.في حين ذهب البعض من النقاد إلى أن البداية للرواية المغربية تنطلق مع ظهور رواية"الزاوية" سنة 1942 للتهامي الوزاني. في حين يرى البعض الاخر أن الرواية المغربية تبدأ مع رواية" شقراء الريف" و"الجاسوسة السمراء" و"الرومية الشقراء" لعبد العزيز بن عبدالله. وقد اعتبر المحاضر أن مرحلة التأصيل للرواية المغربية لاتتجاوز30 عملا روائيا. وهي رواية لم تستطع الخروج من سوسيولوجية المضامين،ومحاولة استنساخ التاريخ بطريقة مشوهة كما فعل عبدالكريم غلاب في رواياته "دفنا الماضي" وروايته" المعلم علي" و"سبعون". بعدها انتقل المحاضر الى الحديث عن رواية الحداثة بالمغرب معتبرا رواية"لعبة النسيان" لمحمد برادة أول عمل سردي يخرج عن سوسيولوجية المضمون ليركز على الشكل الروائي.كما اعتبر الأستاذ خالد عبداللطيف رواية عبدالله العروي" أوراق" أنموذجا حيا على التحولات التي بدأت تعيشها الرواية المغربية. كما فصل المحاضر في ندوته على مايلي في الرواية المغربية: مرحلة التأسيس وتمتد من تاريخ 1967 . المرحلة الواقعية وتمتد من منتصف السبعينات حيث احتد الصراع السياسي وظهور طبقات تحاول تحقيق مطالب شعبية شمولية. وتشمل مايلي تكريس هيمنة السياسي على الثقافي. طغيان الكتابة الأطر وحية إعلاء الجوانب الفكرية على الفنية. إعطاء الأولوية لوظيفة الأدب على حساب طبيعته. حضور بعض القضايا القومية (كقضية فلسطين) الاهتمام بالتاريخ المغربي الحديث والمعاصر كموضوعة روائية أساسية. كما أشاد الروائي خالد عبداللطيف بالدور الهام الذي لعبته الجامعة المغربية في إشاعة المفاهيم النقدية الحديثة وتقريبها من عموم المثقفين.واعتبر المحاضر أن التجريب الروائي في المغرب ركز على مايلي تقليص حضور السارد الكلي المعرفة. تداخل الخطابات والأجناس الأدبية. توظيف التناص. تعدد الأصوات وتنويع المحكيات. شعرنة الخطاب الروائي. انفتاح النص الروائي. وخلص المحاضر إلى طرح أسئلة جوهرية ترتبط بتطور الرواية المغربية وانفتاحها على افاق جديدة وتيمات مبتكرة واستشراف أفاق إبداعية جديدة تنحى حول العالمية. وقد توالت المداخلات القيمة مؤكدة على ضرورة إنتاج رواية فلسفية وعلمية تتخذ من العلوم الحقة موضوعا لها،وأشاد الحاضرون بقيمة الندوة والمحاضرة واعتبروا هذا الفعل الثقافي بداية فعلية لأنشطة أخرى مماثلة.