مع الجيل الجديد من التلاميذ والطلبة بطنجة أحمد العمراني في إطار فعاليات الملتقى الأول " شباب من أجل حقوق الطفل " الذي ينظمه المرصد الوطني لحقوق الطفل بالتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة طنجةتطوان، و نيابة وزارة التربية الوطنية طنجةأصيلة، و العديد من المتدخلين أيام 28 و 29 و 30 نونبر2013، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس و الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الأميرة للا مريم، عرفت القاعة الكبرى عبد الله كنون للندوات و الأنشطة بثانوية مولاي الحسن للأقسام التحضيرية بطنجة يوم الخميس 28 نونبر 2013 ابتداء من الساعة الرابعة مساء تنظيم لقاء تواصليا وورشا للحوار و النقاش حول موضوع "تكافؤ الفرص للولوج للمعرفة". و قد حظي وزير التربية الوطنية بحفاوة الاستقبال ، و كان نجم هذا اللقاء الفريد من نوعه ، فابتداء من دخوله بوابة الثانوية و بعد استقباله من طرف مدير الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة طنجةتطوان السيد عبد الوهاب بنعجيبة ، و مدير مديرية التعليم التقني و الحياة المدرسية السيد الاسماعيلي المحمدي ،والنائب الإقليمي لنيابة طنجةأصيلة السيد السعيد بلوط ،و الأطر الإدارية لنيابة طنجةأصيلة،التقاه طالبان من الأقسام التحضيرية عبرا عن معاناة طلبة شعبة الأقسام التحضيرية و الآفاق المحدودة لهذه الشعبة التي لا تسمح لولوج بعض المعاهد ، و كذلك فيما يخص تقليص المنح المرصودة للمتفوقين للدراسة بالخارج ، و قد أنصت بإمعان لمطالبهم ووعدهم بدراستها ،و أنه سيكون خير مدافع عنهم لدى وزير التعليم العالي في إطار التنسيق بين الوزارتين. ثم انتقل للمدرج الذي كان غاصا بالتلاميذ و الطلبة من مختلف الشعب و يمثلون الأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين لعدة جهات و يقدر عددهم ب 500 تلميذ و طالب. في البداية افتتح اللقاء التواصلي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة طنجةتطوان السيد عبد الوهاب بنعجيبة الذي أعلن على افتتاح هذا المدرج و القاعة الكبرى وأطلق عليها اسم عبد الله كنون ، ثم شكر المرصد الوطني لحقوق الطفل و الأميرة الجليلة للا مريم على اختيار طنجة لتكون منطلقا للملتقى الأول الذي يهتم بحقوق الأطفال في كل تجلياتها ، وأكد على أن الجهوية و ترسيخ اللامركزية توجه أساسي لتدبير الشأن التعليمي. ثم انطلقت تدخلات التلاميذ و الطلبة و التي تميزت بالصراحة و حرية التعبير و الإنصات العميق من طرف وزير التربية الوطنية لمدة تقارب الساعة و النصف ،و رد الوزير على تساؤلات التلاميذ و الطلبة لم يتجاوز ثلاثين دقيقة، و هنا تتجلى الحكمة لدى الوزير الجديد الذي أعجب بتدخلات التلاميذ و التلميذات التي لامست شتى الإكراهات و العوائق و الإشكالات و الاختلالات التي تعرفها منظومة التربية و التكوين بالمغرب ،و لم ينطق بأية كلمة طيلة تدخلات التلاميذ مستحسنا فصاحتهم سواء باللغة العربية أو الفرنسية ، و كذلك التعابير البلاغية و حمولة المضامين ، و أهم ما تناولته تدخلات التلاميذ ما يتعلق بتدريس المواد العلمية بالعربية في الثانوي و بالفرنسية في الجامعة ، ثم المقررات الدراسية التي اعتبروها من أثقل المقررات في العالم ، و تضمين إحصائيات قديمة ترجع لسنة 2004 حيث تعتبر متقادمة و موجبة للرسوب في الامتحانات ، و أشاروا للساعات الإضافية و للمراقبة المستمرة و النقط المبالغ فيها ، و العنف الذي ما زال يوجد خاصة في السلك الابتدائي من طرف بعض المدرسين و العنف المدرسي عامة في كل الأسلاك التعليمية ، و تغيبات متكررة لمدرسين في بعض المؤسسات التعليمية، و التحرش و ضعف التجهيزات و الوسائل التعليمية و تردي بنيات و فضاءات بعض المؤسسات التعليمية...، و قد كانت تدخلات التلاميذ راقية و بليغة و جريئة وواقعية نبشت في كل مظاهر الاختلالات المتواجدة بقطاع التعليم. و في رد لوزير التربية الوطنية السيد رشيد بلمختار استهلة بحديثه الهادئ و الرزين عن وصول منظومة التعليم للباب المسدود، و أشار إلى التعقيدات المتواجدة، و أكد على أنه إذا كان التشخيص موجودا فتحليله لم يتم القيام به بعد، و أضاف أن هناك دولا ترصد إمكانيات أقل مما ترصد في المغرب لقطاع التعليم و مع ذلك يتم تحقيق النتائج الجيدة ، إلا المغرب فقد عرف تراجعات كبيرة بالمقارنة مع ثلاثين سنة الماضية ،حيث كان مستوى التلميذ في التاسعة إعدادي يضاهي مستوى الإجازة الحالي، و أكد أنه يجب توفر الشجاعة لإيجاد الحلول و تكون حلول نهائية، و تساءل عن من المسؤول ،هل الوزارة؟، أم الأكاديمية؟، أم النيابة؟ ،أم المؤسسة؟ ،أم الأستاذ في قسمه؟، و خلص أن المسؤولية يتقاسمها الجميع، و أن مسؤولية كبرى توجد على عاتق الأستاذ الذي يحمل على عاتقه تربية و تكوين الأجيال، و تساءل عن نوعية المواطن الذي ينتظر أن يكون في المستقبل؟ و أضاف أنه لا محيد من أن تتطلع منظومة التربية و التكوين للمستقبل، و لذلك أكد على ضرورة أن يشارك الجميع في إيجاد الحلول الناجعة بعد التعرف على المشاكل الحقيقية و تحديد الأولويات ، و عبر عن تفاؤله اتجاه المستقبل، و اعتبر أن المشكل هو مشكل سلوك و قيم و هذا يستدعي التحلي بالروح الوطنية ،إلى جانب الاكتظاظ ...،و في الختام عبر عن ارتياحه بوجوده بمدينة طنجة، المدينة التي درس فيها و كان من الأوائل بين الأجانب منذ عقود خلت ، و قال بأنه مسرور جدا لأول لقاء له كوزير للتربية الوطنية يكون في طنجة .