بسم الله الرحمن الرحيم جبهة موحدة ضد الاستبداد أكتب هذه المقالة بمناسبة، والمناسبة شرط كما يقول بعض فقهائنا، ما قرأته عن المحامي والكاتب المصري المعروف منتصر الزيات، أنقل إليكم بعض فقرات ما كتبه في مقالته المؤثرة جدا والتي يعتذر فيها للرئيس المصري المنتخب محمد مرسي تحت عنوان: أيها الرئيس الأسير ماذا ينقم منك الجاهلون؟ "ما أشد جهالتنا ؟.. مارست حقي كمواطن في نصحه حينا ونقده حينا سرا وجهرا بين يديه أو عبر وسائل الإعلام المختلفة..، هكذا كنت أفهم أنا وغيري من السذج الذين اعتقدوا أننا عبرنا من دولة القهر والاستبداد إلى دولة الأمن والأمان والديمقراطية والحرية.. ، لم ندافع عنه، تركناه نهبا لمن يعدون العدة منذ ولي الحكم في يومه الأول أذناب مبارك وأولاده وزبانيته والذين لم يجدوا عنده حظهم وخصومه السياسيون أو خصوم منهجه ومرجعيته...، فاتنا أن الرئيس الأسير يحكم بلا مؤسسات فقد تآمروا عليه .. كان المتآمرون يرفعون في وجهه العقبات عقبة تلو أختها .. كانوا ينقمون على "الرئيس الأسير" ديمقراطيته ...لأنهم أعادوا دولة الاستبداد بكامل طاقتها.. قلت ما الذي ينقمه هؤلاء على الرجل الصالح؟...إنه دينه..إنه الإسلام الذي يحمل..إنه المشروع الذي يرمز إليه، الجماعة التي ينتسب إليها.. وختم الكاتب مقالته بقوله:.. لكن الأزمة الآن هي أزمة وطن ...أزمة شعب... أزمة أمة". في الواقع، هذه المقالة هي اعتراف صريح من هذا الرجل، ولعله موقف يعبر عن شرائح واسعة من المجتمع المصري، الذي كان يظن انه بمجرد حصول هذه الثورات وتواري رموز الاستبداد والحكم البائد في مصر، سيعيش وغيره من المصريين في مناخ من الديمقراطية والحرية، غير انه تناسى أن الدولة العميقة مازالت مكرسة ومترسخة ليس فقط في المؤسسات والإدارات وأجهزة الحكم، وإنما أيضا في وعي ممن كانوا يستفيدون من امتيازاتها من المتملقين والانتهازيين... كان من الأجدر على المصريين وغيرهم من العرب، أن يساندوا الرئيس لأن انتخابه الحر والديمقراطي شكل نقطة مضيئة في بحر مظلم من تاريخ الدولة العميقة، وكان على الثوار والنخب الوطنية المخلصة أن تساهم في إنجاح هذا المسلسل الديمقراطي لأن نجاحه هو نجاح للمصريين ولمصر الثورة، وهو نجاح ليس فقط لفصيل سياسي على فصيل آخر كما توهم أعداء الثورة. بدل ان تتجند بعض من النخب المحسوبة، للأسف،على التيارات السياسية اللبرالية والقومية، لمواجهة التيار الإسلامي ، وهنا نقصد بالخصوص حزب الحرية والعدالة الدراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، بكل الوسائل الحضارية منها وغير الحضارية لإيقاف ما تسميه بالتيار الإسلامي الرامي لأخونة المجتمع والدولة . "إن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة"، هذا ما يجب علينا نحن العرب أن نستخلصه من درس مصر، وغير مصر، فالاستبداد متجذر في تاريخنا وله بنيات ومؤسسات وتصورات..ليس من السهل تجاوزها ولا القفز عليها. وهنا أوجه خطابي إلى النخب السياسية الوطنية بمختلف توجهاتها السياسية، اليسارية منها والإسلامية والقومية وغيرها، فالعدو الأول في عالمنا وواقعنا العربي هو الاستبداد ومن تم وجب العمل على هدم معاوله وتقويض مشروعه السياسي وبنياته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وأن تعمل هذه النخب على بلورة مشروع وطني لا يقصي أحدا، مشروع بإمكانه أن يخلصنا من الاستبداد ويحقق آفاق الحرية والديمقراطية والكرامة والعمل على تذويب الخلافات المفرقة للصف الوطني. بوزكري مهتدي