ننتقل مع صاحبنا إلى المرحلة الثانية من النقاش الهادئ الذي اخترناه، نقاشٍ بالحجة و الدليل الساطعيْن، و البينة التي تزيل الطلاسم التي تحجب رؤية الحق الذي اختلفنا فيه معكم، سنين عديدة، و أقول لك إنك ما زلت تطالعنا بأفكارك الغريبة التي لا تجد موئلا من الصحة و الدقة و التحقيق و الأمانة العلمية في النقل. قلت : (إن الشرعية التي استندتم إليها ظاهرية وتنهار عند التأمل فيها وتمحيصها.) و أنت تخوض في سياق الرد على شيخنا يوسف القرضاوي الذي طالما كان من دعاة التقريب المذهبي معكم، و المنافحين عنه ،رغم المتاعب و الآصار التي لاقاها و هو في درب دعوته، ثم الشرعية التي تحدثت عنها صاحبَنا شرعيةٌ ثابتةٌ و موثقةٌ، ألم تفرز من صناديق الاقتراع، و عبرت عن إرادة شريحة واسعة من الشعب المصري، و جاءت تلو ثورة 25 يناير الشبابية التاريخية، و كانت إنصافا منطقيا للفتية الذين آمنوا بربهم كما عبر عنهم سيد قطب، فتيةِ الإخوان المسلمين الذين نكل بهم، و سيموا سوء العذاب، و قتل أغلب أقطابهم ظلما و عدوانا و شماتة، رغم أن رسالتهم دوت في الآفاق؛ بل كانت مدرسة جديرة بالاِستلهام، لأنها أعادت القيمة للعمل الإسلامي السياسي . كل منصف و متشبع بمبادئ الحرية و الكياسة و العدل تشرئب أعناقُه إلى عودة الدكتور مرسي إلى منصبه، لأنه الحاكم الشرعي و الحق، و لم تكرهه غالبية الشعب كما جئت به في قولك : الآبِقِ إننا نقرأ في کتبنا وکتبکم أن إمام المسجد اذا کره المؤمنون الصلاة خلفه لم يکن له ليؤمهم وهم له کارهون.... لقد کان ينبغي له کإمام للمسلمين أن يتنحي طواعية بعد أن کرهه أکثر من ثلاثين مليون مصري. فقولك تنقضه إرادة الشعب المصري التي أرادت مرسي رئيسا لها أولا، ثانيا الكل يعرف ظروف و حيثيات إسقاط الدكتور من كرسيه الشرعي، و صاروا على بينة من وجود مؤامرة و خديعة تتداعى على الأمة لاستئصال شأفتها، نعم ارتكب الدكتور أخطاءً أقر بها و اعترف، و هذا فيه تواضع من رجل لم يقل لقومه أنا ربكم الأعلى، لكن لا يمكن أن تكون هذه الاعترافات مطية للشماتة بالرجل و إرادة الشعب المصري قاطبة. هذا عنا فماذا عنكم ؟ حبذا لو وجهت لك نفس عدد القراء : 24 | قراء اليوم : 1