من المقولات الشائعة في الجماعات المتشددة أن كلام المرأة مع الرجل الغريب حرام وهذا القول لا أساس له من الصحة لما يلي من الأسباب : 1 - قوله تعالى بسورة الأحزاب "ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا "يبين الله للمرأة أن كلامها مع الرجل مباح بشرطين الأول عدم الخضوع بالقول أي ألا يكون في صوت المرأة نبرة تجعل الرجل الشهواني يطمع في الزنا بها أي بألفاظ أخرى ألا تلين المرأة حديثها مع الرجل والثاني أن يكون كلام المرأة مع الرجل في المعروف أي في الخير. 2 - قوله تعالى بسورة المجادلة "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما "فهنا المرأة التي ظاهر منها زوجها كلمت رجلا غريبا هو الرسول (صلى الله عليه وسلم)في أمر الظهار وهذا دليل على إباحة كلام المرأة للرجل الغريب في الخير 3 - قوله تعالى بسورة الأحزاب "وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي "لنتساءل كيف وهبت المرأة نفسها للنبي (صلى الله عليه وسلم)هل بالقول أم بالإشارة ؟وقطعا وهبت نفسها بالقول لأن الهبة تكون قولا ., 4 - قوله تعالى بسورة الممتحنة: "يا أيها الذين أمنوا إذا جاءكم المؤمنات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار "كيف يعرف المؤمنون هنا بإيمان المهاجرات إذا كان الكلام محرم بينهم ؟هل بالإشارة؟ لو فرضنا صحة التفاهم بالإشارة فكيف ستتم الإشارة مثلا للملائكة أو بالرسل السابقين ؟ بالقطع الإشارة في التعبير عن الملائكة والرسل السابقين وغير ذلك كالقدر عاجزة ومن ثم فالامتحان – أي امتحان المؤمنين للمؤمنات المهاجرات – عبارة عن كلام بينهم . 5 - قوله تعالى بسورة مريم: "فتمثل لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا "هذا الحوار بين مريم (عليها السلام)وجبريل (عليه السلام)هو حوار بين ذكر غريب وامرأة لأن جبريل (عليه السلام)نزل في صورة بشر – أي "فتمثل لها بشرا سويا "- فلو كان الكلام محرما بين الطرفين ما تكلم جبريل (عليه السلام)ولا تكلمت مريم (عليها السلام) . - قوله تعالى بسورة البقرة "لا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا تقولوا قولا معروفا "والمستفاد هو جواز كلام الرجل الغريب مع من يريد خطبتها من الأرامل 6 – وملحق بهن المطلقات نهائيا- سواء كان الكلام تصريحا لها على انفراد أو أمام الناس وجواز أن يتقابلا ليتكلما في السر دون خلوة بشرط واحد هو قول المعروف وهو الخير يدل على هذا أن الله استثنى من المواعدة السرية مواعدة القول المعروف . 7 - قوله تعالى بسورة مريم "ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير "فهنا الحوار بين الرجل الغريب موسى (عليه السلام) وابنتي شعيب الرجل الكبير، دليل أخر على جواز حديث المرأة مع الرجل في الخير ولو كان موسى (عليه السلام)يعلم أن كلامه مع المرأتين محرم ما كلمهن . 8 - قوله تعالى بسورة القصص: "وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون "فهذه أخت موسى (عليه السلام)كلمت آل فرعون في أمر كفالة أخيها وقد كانت تعرف شريعة جدها إبراهيم (عليه السلام)وهذا يعنى أنها لم تجد فيها شيء يحرم الكلام مع الرجال الغرباء . 9 - قوله تعالى بسورة الذاريات "فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم "هذه امرأة إبراهيم (عليه السلام)تحدثت مع رجال غرباء – هم الملائكة ضيف إبراهيم (عليهم السلام)الذين نزلوا في صورة بشر- ولم تكتف بذلك بل ضحكت أمامهم وفى هذا قال تعالى بسورة هود "وامرأته قائمة فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب" عن موقع صوتكم