بعد طول انتظار، وصل جوابها في رسالة قصيرة عفوا، كنت غائبة و دخلت لِتَوِّي ...) ... أحَبَّ " توَّها " كما أحب من قبل كل ما تضاف إليه ياء تكلمها و هاء غيابها .... هل في عالم الرجال من يحب " التو"؟؟ ...كلمات عادية جدا، تطيش بها الأفواه، و قد لا يلقي لها حتى صاحبها بالا، و هو يلتقط منها كل شاذة و فاذة .... ينثر حروف اسمها، يفككها... يعكسها..يمدها، يكسرها، ينصبها،يجرها... عله يكتشف سر السحر و الانجذاب... يسألها عن الطقس الذي لا يعنيه، عن السياسة التي لا يحبها، عن الرياضة التي لا يمارسها... لا تهمه إلا حروف أجوبتها، أيا كان معناها...يريدها مبعثرة في عقله لتلامس باحات إدراكه كلها ... يريدها طلاء أحمر يحجب ما صدأ من حياته الماضية... ( غاضبة أنا بعد أن سُرق مني هاتفي..) ... أحب السارق، الذي يحوز شيئا من ذكراها. أحب الهاتف الذي يختزن نبرة صوتها. أحب الشاشة التي لامست أناملها... يتمنى، بشكل جنوني، لو كان هو نفسه هاتفا بين يديها... و قد سبقه لجنونه : " و ضعيني مشطا عاجيا في عتمة شعرك و انسيني..".. رسائل في سكون الليل... صادقة، و صدقها من توقيتها... ظلت طافية على سطح الفكر بعد أن ترسبت كل أفكار النهار... عُطلت ستائر الجفون بسببها فما عادت قادرة على الإطباق... سكن الليل، كما قالت فيروز بصوتها الملائكي، فغاب النوم و حضرت الذكريات... ألوان مميزة: أزرق و أسود و أبيض و أحمر... و تفاصيل صغيرة لم تفته: زجاجة عطر، قلم حبر،وردة معلقة،أوراق متناثرة،مناديل ورقية في موسم الزكام ...يعترف بأن لغته ضعيفة أمام لغتها، لكن يكفيه من بحور اللغة جرعات من أغراض الوصف و التشبيه... هي وحدها تشفي غليله لوصف حاله و حالها... يعرف أن في اللغة أسلوب رثاء، يخافه... يعرف أنه سيستعمل يوما لا محالة، لكن يتمنى صدقا، أن تستعمله له لا أن يستعمله لها...