دأب تخلى عنه كثيرون، وترنح عنه آخرون فرغم تعدد صوره وتنوعها يبقى القاسم المشترك بينها الصبر وهو كما معلوم من هو... يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله: الثبات أحد تكاليف الإيمان، والإيمان ليس كلمة تقال، إنما هي حقيقة ذات تكاليف وأمانة ذات أعباء، وجهاد يحتاج إلى صبر وإحتمال، فلا يكفي أن يقول الناس : آمنا، وهم لا يتركون لهذه الدعوى حتى يتعرضوا للفتن، قيثبتوا عليها ويخرجوا منها صفية عناصرهم وخالصة قلوبهم(1). قد نبرر لانفسنا أن مواقفا دون أخرى يصعب إيجاد مخرجا لها ..والجواب أن كل هذا لا يستقيم عموده ولا يرفع شأنه ويبلغ مراده إلا بتقوى الله بوعده الصادق :في سورة الطلاق " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)"الآية، ومما زادني يقينا وقوفي هذه الآيام مع معنى قيّم للتقوى...ورد أن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- سأل أبي بن كعب عن التقوى فقال له : أما سلكت طريقا ذا شوك ؟ قال : بلى ! قال : فما عملت ؟ قال : شمرت واجتهدت. قال: فذلك التقوى... ويُردف صاحب الظلال بتعبيره " فذلك التقوى... حساسية في الضمير، وشفافية في الشعور، وخشية مُستمرة، وحذر دائم، وتوق لأشواك الطريق ... طريق الحياة .. الذي تتجاذبه أشواك الرغائب والشهوات، وأشواك المطامع والمطامح، وأشواك المخاوف والهواجس، وأشواك الرجاء الكاذب فيمن لا يملك إجابة رجاء، والخوف الكاذب ممن لا يملك نفعا ولا ضراً. وعشرات غيرها من الأشواك !" (2). فالواجب الساعة كسب أوقات في مناجاة الله والتوكل عليه ليرشدنا لمخارج أعمينا عنها وكلنا عزم و ثبات في سبيل الوصول لغاية عظمى نرجوها مهما بعدت المدة وتطاولت السنون والأعوام حتى نلقى الله على ذلك، حينها نفوز بإحدى الحسنيين إما الغاية أو الشهادة في النهاية. يقول الشهيد حسن البنا " ... والوقت عندنا جزء من العلاج والطريق طويلة المدى متعددة المراحل كثيرة العقبات ولكنها وحدها التي تؤدي إلى المقصود مع عظيم الأجر والمثوبة". ونحسب أن هذه الأوقات هي نعم الأوقات .... (1) : سيد قطب في ظلال القرآن2720/ج5- دار الشروق-. (2) : سيد قطب في ظلال القرآن 39/ج1 - دار الشروق -. أبو صهيب المهدي فاضلي [email protected]