اقليم خريبكة جثة بمستودع الاموات. لعل المواطن يتطلع الى ماهية، سكون وحركة النمو الاقتصادي المتدبدبة بين الفينة والاخرى،وعلى نطاقات اخرى حيوية كالرياضة الثقافة والتعليم الذي يهيا المادة الخام لتحول الى منتوج استهلاكي، كل هذه المكونات ولما لاتكون القلب النابض الذي يضخ دما مؤكسجنا في الجسد المعتوه الذي اصبح جثة هامدة في مستودع الاموات تنتظر التشريح والمشرح لا يملك الادوات ؟،جثة لقيت حتفها في ظروف غامضة تنتظر محاكمة الفاعل، هيهات تستؤصل اعضاء من الجثة بلا رحمة وبدون ادوات حادة حفاظا على قدسية الجثة واكرام الميت ، لتكون رهن اشارة من هو في حاجة الى العضو و حياة جديدة، تشريح الجثة لم يفض الى نتيجة التي بناء عليها يجد المحقق ضالته ليسلك احدى السبل والنيل من الجاني في البحث عن حقيقة الهالك. مدينة خريبكة اقتصاديا موازاة مع حجم القطب والعملاق الصناعي - مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط - تتدجرج ،تنساق وراء الحركة البطيئة وتسير سير السلحفاة العجوز،وقلة الاستثمارات ان لم نقل ركود تام ، فبعضها يصاب بشلل نصفي يقاوم ، ليتعافي او يشل النصف الثاني ليصير شللا كليا ،فما احوج وطننا واقليمنا الى استثمارات محلية بديلة ولا زالت الافواه تنادي بذلك وخير دليل الجاليات المقيمة بالديار الامريكية والكندية التى نادت بكل عفوية (نريد الاستثمار في بلدنا ولايمكننا ان ندفع عجز لا رام برفع اسعار التذاكر التي حالت بينا وبين وطننا ) ،لكن حكومتنا الوطنية ادارت وجهها الى الضفة الاخرى رافعة شعار نحن في خدمة الاستثمار الفرنسي،ونحن لسنا في خدمة الاستعمار الفرنسي مرة اخرى اذا كان الاول تكتيكا عسكريا ومكلفا، نهب خيراتنا واعتدى على اعراضنا، فالتالي غير مكلف وهو تكتيك اقتصادي سوسيو ثقافي يهدد امننا الغذائي،وقوميتنا، انبثق من مخططات الماسونية في غلاف يحجب تحركاتهم عبر اقامة شركات تحت غطاء او خوصصة قطاعات الدولة لتجد ضالتها وتفسد الامة دينيا وعقائديا ،انداك تنحل وتنحط،فالغربي اذكى من العربي اجتهد ولازال يجتهد في تنقيح مخططاته دون كلل وملل لضرب توابث الامة واجهاض تقدمها ، وخاصة ان الامة العربية تتربع على خيرات العالم بكل المقاييس،فالاستثمارات التي عزمت الحكومة على النهوض بها والمضي في تبسيط المساطر الادارية ولا اظن ذلك، وجب عليها تقديم دعم مادي ولوجستيك اذا كان هذا المرمى مآلهم ،لا الضحك على الدقون والتضليل، دفعة بعيدة عن كل المزايدات النفعية، فالاوطان تبنى بسواعد ابنائها، لا باستنزاف خيراتها ولا خير في امة تاكل مما لاتزرع وتلبس مما لاتنسج. عودة الى مستودع الاموات ، لو وفرت الامكانيات للطاقات والمواهب بخريبكة والنواحي وحتى خارج الوطن لاصبحت رائدة ويحسب لها الف حساب في السياسة الاقتصادية، وربما قد تمتص حجمها في الصناعة ، الفلاحة و الخدمات،هذا الاقليم لم يعرف النمو الا في بداية التسعينيات لما رفع الحضر على الجوازات لما كان حكرا على بعض المدن فقط،لتتدفق موجة من البشر نحو الضفة الاخرى وكان الانسان كان في حظيرة مسيجة والنتيجة ان عائدات الهجرة رغم ان شطرا منها صرفت في اللهو من جراء الحرمان ....لا باس عرف كيف يوظف قسط منها في الاستثمار المحلي،اما ثقافيا هنالك غياب تام للتأطير وشح في صبيب الروافد الثقافية ناهيك عن الوابل الصيب من مهرجان الى مهرجان ومن موسم الى موسم ، وهذا هو مغرب الثقافات ان لم نحتفي بالمهرجانات فكيف سنعرف بلدنا لدى الخارج بعدما اكتملت الصورة المعرفية بالداخل. من من ابناء المدينة يجهل او تجاهل تاريخ اجداده وبطولاتهم في طرد العدو الغازي ،وشبح الفقر المدقع انذاك ضحوا بالغالي والنفيس للتموقع داخل جغرافية العالم ، ابكاني الزمان لما عدت بذاكرة المدن الى الحاضر،فوجدت نفسي بين سهم عدو يصدني وسيف خائن يتعقبني، فمات العدو واندثر ،لكن ذاكرته خزان لتراث ما ورثه لاحفاده ولاحيائه،اللاوطني يتجرع مرارة حركاتي فاين انا من موقع وصنف السحاب أسالب أم موجب ؟ على قمة جبل ام على شاطىء بحر..؟ يامسؤولون ، لكم حقوق وعليكم واجبات وكلنا نتبادل الادوار لاحياة ماتم اقباره. وكما قال الشاعر الفرنسي فيكتور هيكو CHAQUE ENFANT QU ON ENSEIGNE EST UN HOMM E QU ON GAGNE QUATRE VINGT DIX SUR CENT QUI SONT AU BAGNE NE SONT JAMAIS ALLES A LECOLE UNE FOIS NE SAVENT PAS LIRE ET SIGNE DUNE CROIX