عادت مدينة خنيفرة، صباح يوم الأحد 15 يناير 2012، لتعيش على إيقاع تدخل عنيف في تجمع للمعطلين الذين قاموا بتنظيم محطة احتجاجية أمام إحدى المؤسسات التعليمية لأجل دعوة متبارين إلى مقاطعة امتحان المحررين، حيث صدحت حناجرهم بمجموعة من الشعارات القوية التي نددوا من خلالها بما وصفوه في رأيهم ب«المهزلة التاريخية»، بالنظر لعدد المناصب التي لا يتجاوز عددها 2 يتبارى عليها 700 شخص، غير أن المحتجين فوجؤوا بإنزال مكثف للقوات العمومية.. عادت مدينة خنيفرة، صباح يوم الأحد 15 يناير 2012، لتعيش على إيقاع تدخل عنيف في تجمع للمعطلين قاموا بتنظيم محطة احتجاجية أمام إحدى المؤسسات التعليمية لأجل دعوة متبارين إلى مقاطعة امتحان المحررين، حيث صدحت حناجرهم بمجموعة من الشعارات القوية التي نددوا من خلالها بما وصفوه في رأيهم ب«المهزلة التاريخية»، بالنظر لعدد المناصب التي لا يتجاوز عددها 2 يتبارى عليها 700 شخص، غير أن المحتجين فوجؤوا بإنزال مكثف للقوات العمومية، هذه التي باشرت تدخلها العنيف بالدفع والركل والضرب والمطاردة، ما أدى إلى إصابة بعض المعطلين، قبل أن يلجأ هؤلاء المعطلون إلى التماسك في مسيرة حاشدة نحو مؤسسة تعليمية ثانية كانت ستحتضن مجموعة أخرى من المتبارين، إلا أن القوات العمومية تعقبتهم وحاصرتهم بشتى أساليب الترهيب، قبل لجوء هذه القوات إلى تشتيتهم عبر عدد من الأزقة والدروب القريبة من المكان، وعملت على تطويقهم في مقدمة شارع محمد الخامس. المعطلون المحتجون شددوا على الصمود في وجه التدخل الأمني، حيث رفعوا من شكلهم الحماسي بتفكيك الحاجز الأمني، حيث أحرقوا «استدعاءات المباراة»، ثم ساروا في مسيرة شعبية نحو المستشفى الإقليمي للاطمئنان على رفاقهم المصابين، ومنهم أساسا مصاب على مستوى ساقه اليسرى، حسب قولهم، وقد أجمع المحتجون في لقاء اختتامي على استنكار التدخل القمعي في حق المنادين بحقهم في الشغل، والتنديد بما اعتبروه «مباريات صورية ومشبوهة»، وأعلنوا عزمهم على مواصلة نضالاتهم حتى تحقيق ملفهم المطلبي المتمثل في الإدماج المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية. ولم يفت المحتجين تعميم بلاغ وصفوا فيه ما تم إنتاجه من مباريات مجرد نوع من «الاستهزاء بملف المعطلين ومطالبهم العادلة والمشروعة محليا ووطنيا، والمتمثل أساسا في الإدماج المباشر»، وبينما وجهوا «تحية الصمود والنضال لكل القوى الديمقراطية السياسية والنقابية والجمعوية التقدمية الغيورة على إطارهم»، نددوا بقوة ب«التدخل الهمجي في حق المعطلين»، وب«سياسة المباريات الصورية المعلنة من طرف وزارة الداخلية»، وأيضا ب«التوظيفات المشبوهة ومظاهر المحسوبية والزبونية»، ولم يفتهم التعبير عن شجبهم للموقف المستخف بالشهادات والكفاءات المعطلة بالإقليم. وسبق لخنيفرة، يوم الأحد 8 يناير 2012، أن عرفت مقاطعة شاملة لمباريات وزارة الداخلية، التي تهم توظيف متصرفين من الدرجة الثالثة، نتيجة العدد الهزيل للمناصب المتباري عليها بإقليم خنيفرة، والذي لا يتجاوز ثلاثة مقاعد، بينما عدد المتبارين يقارب ال 800 شخص، الأمر الذي زاد من إحساسهم بالكثير من الحيف والإهانة والتهكم، حيث نظم المتبارون وقفات احتجاجية صاخبة، رددوا خلالها مجموعة من الشعارات التي نددوا فيها ب«السياسة الممنهجة في مجال التشغيل»، والتي اعتبرها عدد منهم ب «وسيلة لربح الوقت ومهدئات لامتصاص الغضب»، وشددوا على الخروج إلى الشارع في مسيرة حاشدة، جابت أهم شوارع المدينة باتجاه عمالة الإقليم، حيث قاموا بإحراق «استدعاءات المباراة» التي ظلوا حاملين إياها طيلة المسيرة في مشهد استثنائي أثار مؤازرة وتضامن الرأي العام المحلي معهم.