تعيش الساكنة المحلية على مستوى مناطق أجدير بالجماعة القروية أكلمام أزكزا عزلة قاتلة، يصعب معها توفير الأعلاف للقطيع، وكذا حطب التدفئة، حيث تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون العشرة تحت الصفر، مما يجعل الحركات بقمم الجبال جد صعبة، وبما أن خروج القطيع للرعي بالغابات يصبح مستحيلا فإنه بات لزاما على السكان المحليين توفير الأعلاف التي يقتنونها من الأسواق المحلية بعدما يتم بيع نسبة مهمة من هذا القطيع، إذ لا يستفيد الكساب المحلي بنواحي أجدير من دعم الأعلاف المقدمة من طرف الدولة. إقصاء وتهميش من نوع آخر، وحتى إن تم تقديم الأعلاف للساكنة المحلية فإن الثمن أو الكمية تكون محتشمة، فكيلو غرام أو اثنان للرأس يعتبر غير ذي فائدة، وكذا اعتماد درهمين للكيلو لا يغير في الوضع شيئا، ينضاف إلى هذا ضرورة توفير حطب التدفئة التي قد تجعل الكساب يصطدم بمصالح المياه والغابات، التي قد تتنكر لما يسيء حق الانتفاع، وبما أن المناطق مهمشة والبنى التحتية منعدمة، فإن وسيلة النقل الوحيدة التي يستقلها الجبليون هي البيكوب التي تحشر العشرات من الآدميين في ظروف جد قاسية وفي محنة، معرضة بذلك حياة مواطنين مغاربة للخطر. معاناة تنضاف إلى تفاقم نسبة الأمية داخل هذه الأوساط حيث تبعد المدارس والمؤسسات التعليمية بعدة كيلومترات تجعل أطفال المدارس ينقطعون عن التعليم لأيام، بل في بعض الأحيان لشهور لكثرة التساقطات المطرية والثلجية، مما يعجل بالهدر المدرسي في غالب الأحيان. هذا ويغيب التطبيب بالمنطقة وبالتالي يلجأ الجبليون إلى التداوي بالأعشاب وإيجاد الحلول الترقيعية الطبية التقليدية وبالتالي الإضرار بجوانب صحية أخرى. هكذا تعاني ساكنة الجبل من عدم استفادتها من الموارد المحلية، وكذا التهميش الذي تنهجه الدولة وتماطل الحكومات المتعاقبة على تسيير شؤون البلاد في تطبيق قانون الجبل، رغم العديد من الأصوات التي تنادي بضرورة منح الجبليين حقهم في الموارد الجبلية، مع الحفاظ على خصوصياتهم. لنتابع هذا التصريح: