إذا كانت الجماعة الترابية أجلموس قد باتت معروفة بسوء تسييرها وتتوفر فيها مظاهر التخلف والفقر والتهميش، فإنها بالمقابل ابتليت بشكل آخر من أشكال المحسوبية والزبونية أو ما يعرف بالعامية "باك صاحبي"، ويرتبط الأمر هنا بالمنتخبين بالمجلس الحالي للجماعة، الذين لا يشغلهم سوى انتهاز الفرص واستغلال ما يمكن استغلاله خدمة لمصالحهم وأقربائهم على حساب بسطاء وأبناء الشعب بهذه الجماعة. الدخول إلى الجماعة بأجلموس مهزلة حقيقية بكل المعايير، إذ باتت مصالحها بمختلف تلاوينها توفر مقاعدها الشاغرة لمجموعة من الأشخاص الذين تربطهم علاقات القرابة المباشرة بمحيط المجلس، حتى اختلف الأمر لدى المواطنين ولم يعودوا يفرقوا بين المسؤول وهؤلاء الذين تم إقحامهم بالجماعة كعرضيين يتقاضون أجرا شهريا مقابل خدماتهم في مختلف المصالح، حالة استثناء من الفوضى مقارنة بأغلب الجماعات بالإقليم، هي تلك التي تعيشها دواليب الجماعة، بل أكثرها تهميشا واستغلالا من طرف أعضائها، حيث لم يكتف أحد المقربين من الرئيس من إقحام ابنه كسائق لسيارة الإسعاف حتى سلم مفاتيح شاحنة الجماعة لأخيه كذلك، علاوة على أبناء وأفراد أسر أعضاء آخرين، ناهيك من أنصار الرئيس الحالي إبان حملاته الانتخابية الذين حجزوا مقاعد لأبنائهم داخل مصالح الجماعة. كلها صور من بين أخرى تكرس للفساد الإداري والمالي بجماعة أجلموس، فرئيسها الذي ابتليت به الساكنة، حسب نتائج الانتخابات الأخيرة التي حصد خلالها نتائج ضئيلة من المركز، سمح لنفسه ولأعضاء المجلس الحالي بتحويل الجماعة إلى ضيعة خاصة بكل من يساند الرئيس وكل من تربطه قرابة دموية أو سياسية بحاشيته التي تخطط خلف كرسي الرئاسة، في انتهاك صارخ لمبدأ تكافؤ الفرص. خنيفرة أونلاين، توغلت وسط الفوضى التي تغمر الجماعة بأجلموس، لتنقل لقرائها صور الزبونية والمحسوبية لواقع بئيس تعيشه هذه المنطقة ومواطنيها، صور تثير الكثير من علامات الاستفهام حول من وراء كل هذه الفوضى، التي حولت إدارة الجماعة إلى سوق يعكس صورة منتخبيها ورغباتهم في انتشال مقاعد لأقاربهم دون استحقاق، لا لشيء غير تأييدهم لألوان سياسية ارتبطت برئيسهم منذ الاستحقاقات الأخيرة. المتتبعون من جانبهم ربطوا كل ما يقع بمحاولة الحسم في الوظائف الشاغرة التي أعلنت عن مباراتها الجماعة والتي لا تتجاوز 5 مناصب، حيث لم يستبعدوا ورود أسماء من أولئك العرضيين الذين تحتضنهم الجماعة في لائحة نتائج المباربات المزمع تنظيمها في شهر يوليوز القادم. كلها توجسات عبر عنها المهتمون من خلال الإهمال الكبير من طرف الجالسون على كرسي المسؤولية بالجماعة وكل الأوضاع التي تعرفها الجماعة في مختلف المجالات، لا تفي لما كانت تنتظره الساكنة حيث لازال العديد من المرافق منعدمة فيما يبقى شباب المنطقة وحاملي الشواهد من طاقاتها أكبر ضحية لسياسة الزبونية والمحسوبية السائدة.