زهير الطالبي القادم من بلاد فازاز، وبالضبط من قرية تغسالين إلى منصات التتويج عالميا ، انطلق من الصفر في وسط تنعدم فيه فرص النجاح في رياضة ربطت بالقوة، بفضل عزيمته ودعم عائلته استطاع أن يخلق الحدث في أكثر من ملتقى دولي، كان أخرها الألعاب الجامعية بكوبا حين انتزع الميدالية الفضية، في هذا الحوار تكشف لكم خنيفرة أنلاين عن مسار هذا البطل الشاب : س : شاب من الهامش يحصل على ألقاب عالمية في رياضة فيها الكثير من المنافسة ، حدثنا عن مسارك منذ البداية؟ ج : اسمي زهير الطالبي ، أنتمي لبلدة تغسالين إقليمخنيفرة، منذ أن كنت صغيرا كنت مهتما بالرياضة، خاصة كرة القدم مثل أقراني في القرية ، وكنت ألعب مهاجما وقد ساعدني ذلك في اكتساب لياقة بدنية جيدة، وكان ذلك أيضا بمثابة تدريب في حد ذاته. من النقط التي غيرت مساري نحو ألعاب القوى تشجيعات عمي الطالبي لحسن الذي كان هو الأخر عداء في مسافة الماراطون، حيث منذ أن كان عمري 12 سنة كان يحدثني عن العاب القوى ويحاول أن يدخل فكرة المشاركة إلى ذهني بطريقة غير مباشرة. كانت أول مشاركة لي في مسابقة الألعاب المدرسية الإقليميةبخنيفرة فئة البراعم وكان سني 13 أنذاك سنة، حصلت فيها على الرتبة السادسة وهي رتبة تؤهل للمسابقة الجهوية مع العلم أنني لم أتدرب قبل المشاركة. بعد ذلك توطدت علاقتي بعمي كمدرب و إليه يرجع الفضل في انتقالي لألعاب القوى لأنني كنت أفضل كرة القدم وكان الركض مملا وصعبا في نفس الوقت بالنسبة لي. البداية الحقيقية كانت سنة 2009 حيث نظم سباق محلي بقريتي في إطار فعاليات مهرجان محلي و قد تحمست للمشاركة بعد علمي بوجود جوائز مالية هامة، ولهذا لجأت إلى التداريب شهر تقريبا قبل المسابقة، وحين شاركت فزت بالرتبة الأولى في فئتي وشاركت مع فئة الكبار وفزت بالرتبة الأولى كذلك، ومن ذلك الوقت وأنا أتدرب رفقة عمي ضمن فئة الفتيان، وحصلت على البطولة الوطنية في العدو الريفي وشاركت في عدة سباقات وحققت توقيتا هاما في مسافة 3000 متر ، هكذا كانت الانطلاقة. س : ما السر وراء بلوغك لهذا المستوى وأنت القادم من الهامش ؟ ج : السر وراء نجاح تجربة من الهامش هو أن عمي طالبي لحسن و طالب حمو شجعاني كثيرا وتحمست للأمر بعد الجوائز الأولى، وساعداني ماديا ومعنويا ، فهما من تكلف بشراء كل ما أحتاجه من أحذية وبذلات رياضية ، كما شجعني والداي منذ البداية وتفهما الأمر، وازداد طموحي وكنت مواظبا على التداريب، وساعدني في ذلك تفوقي في المدرسة حيث حصلت على نقطة مشرفة في السنة الثالثة إعدادي 14/ 20 وحصلت على الرتبة الثالثة في القسم في ثانوية القدس التأهيلية بتغسالين. وما استنتجته من خلال هذه التجربة أن الصبر والعمل والتواضع هي أشياء ضرورية لتحقيق المبتغى. هل توفق بين الدراسة وممارسة ألعاب القوى ؟ ج : في الحقيقة انخراطي في ألعاب القوى ساعدني في البداية في تحقيق نتائج إيجابية في المدرسة لأن التدريب كان لا يتجاوز ساعة يوميا، لكن مع مرور الوقت وحاجتي للمشاركة في مسابقات كثيرة وذات مستوى عال، تعقد الأمر وصعب علي التوفيق بين الدراسة والرياضة ، رغم ذلك حصلت على شهادة الباكالوريا، لكن اليوم بلغت مستوى أحتاج فيه للتدريب صباحا ومساء، وتكلفني كل حصة ما يقارب ساعتين. من داخل هذه التجربة أنا مصر على مواصلة تعليمي ما ينقصني هو الانخراط في مسار تعليمي قريب من ميولاتي الرياضية، فالتدريب الشاق يجعلني متعبا ولا أستطيع التركيز داخل الحصص الدراسية ، فقد حصلت على الرتبة 14 في البطولة العالمية للعدو الريفي، وهي نتيجة مشرفة وكنت تلميذا في الباكالوريا، كما فزت بالبطولة العربية المدرسية لمسافة 3000 متر في الكويت وفي 2012 ربحت البطولة الوطنية المدرسية باسم ثانوية القدس التأهيلية، كما أود الإشارة إلى أنني منخرط في نادي شباب أطلس تغسالين لألعاب القوى. س : لماذا فضلت المسافات الطويلة ؟ ج : المشاركة في المسافات الطويلة لم تكن اختيارا، ولكن لأنني وجدت ذاتي فيها ، كما أن بلدتي تعلو على سطح البحر ب1000 متر تقريبا، وهو ارتفاع يساعد في تحقيق توقيت جيد في هذا النوع من المسافات، كما أن عمي كان في تداريبه يركز على المسافات الطويلة. س: ما هي طموحاتك في المستقبل ؟ ج : طموحاتي كثيرة، حيث أخطط للحصول على رقم مؤهل للألعاب الأولمبية وهو 13.23 وأنا الآن لدي 13.35 وسأشتغل لكي أحصل عليه، أتمنى أن أشارك في الأولمبياد وأحصل على تجربة أخرى، وأقترب أكثر ممن الرقم المؤهل لأكون قادرا على الفوز بالميداليات في البطولات العالمية القادمة. ولكن هذه الطموحات تحتاج إلى دعم من السلطات المحلية والإقليمية لأني إذا فزت سأفرح كثيرا، كما ستفرح أطراف أخرى، واحمد الله أن من بعد فوزي بالمرتبة الثانية في البطولة العالمية للألعاب الجامعية تلقيت اتصالات كثيرة من أشخاص قريبين وبعيدين هنؤوني بالفوز. وأنا أشكرك على هذا الاهتمام وأتمنى أن أحقق إنجازات يفتخر بها بلدي وقريتي وعائلتي. س : ماهي رسالتك لشباب تغسالين خاصة والمغاربة عامة ؟ ج : رسالتي للشباب المغربي عامة وشباب تغسالين خاصة هي أن أي شيء ممكن في الحياة شريطة صقل الموهبة ، وركوب التحدي بجدية والبحث عن المساعدة و التشجيع مع ضرورة الصبر لأن لا شيء يتحقق من أمالنا بسرعة . حاوره محمد زروال