زمن الاستعمار الفرنسي لخنيفرة شيدت "ديور الشيوخ"، "تيدار إزيان"، "ديور زيان"، وهي بيوت سكنية لإيواء العمال أو المكلفين بالسخرة ... المنحدرين من إقليمخنيفرة نظرا لشساعة المجال وطبيعته، فسلطة الحماية حينها كانت تجبر كل القبائل على الانخراط في أوراش المستعمر الفرنسي. بيوت الإيواء هذه بنيت بمساهمة القبائل الزيانية وقد صمدت بصمة الفرنسيين التي رسمت في أعلى قوس بوابة صور ديور الشيوخ حتى السنوات الأخيرة:. TIDDARR IZAIANE المستعمر الفرنسي لما دخل مدينة خنيفرة سنة 1914، شرع في سياسته ضد قبائل المنطقة فاستمال شيوخها لبسط سيطرته على القرى وإخضاعها والاستفادة من طاقاتها البشرية فشيدت القبائل تحت إمرة شيوخها بيوتا تأوي المتطوعين لخدمة المستعمر وتكون قريبة وتحت طلب سلطة الحماية. والمكان كان يضم سجنا للمستعمر تحول لمدرسة. و أهمية ديور الشيوخ بهذه الصفة تخلد لاجتماع قبائل خنيفرة وشيوخها كما أن المكان حينها كان يوفر مسافات التنقل والإيواء لقاصدي المركز لقضاء الأغراض المختلفة رفقة دوابهم حيث يتوسط الدور أو البيوت فضاء بمساحة تناهز الهكتارين. بعد الاستقلال لم يعد أحد مجبر للتنقل لخدمة المستعمر وانتهت مهمة الدور أو "الديور" ونال منها التهميش ليتحول الفضاء إلى مهمة إيواء الباحثين عن السكن ممن اعتبرهم " أصحاب الحقوق" مترامين على الملك، فأضحى ذلك الفضاء الذي يقع وسط مدينة خنيفرة إلى حي صفيحي قصديري في حين تحولت بعض دوره إلى أوكار للرذيلة والانحراف. بالنسبة للمعنيين بالمجال الخنيفري في التسعينات ديور الشيوخ نقطة سوداء و أدرجت ضمن برنامج تأهيل المدينة نظرا لموقعها الحساس داخل المجال الحضري، وفي سنة 2007 صدر قرار نزع الملكية بالجريدة الرسمية فتم إفراغ المكان بإعادة إسكان من فيه بمنحهم بقعا بحي تازارت إعراضن.هدمت البراريك والأكواخ و اختلفت الآراء حول مآل الفضاء و تأجل اتخاذ قرار نهائي بشأنه بتوالي عمال الإقليم والمجالس واستمرار شد الحبل بين السلطة وذوي الحقوق الذين يؤكدون أنهم أصحاب الملك وتوارثوه أبا عن جد.هكذا اختلطت الأوراق والحسابات وتداخلت وأصبحت قضية ديور الشيوخ قضية معقدة بسبب تعدد المتدخلين في نزاع تاريخي. الفضاء الآن بعد إفراغه بني على ركنه الأيسر مسجد وتمتد أمامه مساحة شاسعة من الأرجح أن تصير ساحة عمومية وسوقا قد يحل مشكل بعض الباعة المعروفون بفراشة زنقة وهران حسب ما تم التوصل إليه على خلفية حوار بإحدى المقاطعات مع جمعية الفراشة المعنية. أصحاب الحقوق وهم 13 قبيلة يؤكدون أنهم ورثة الفضاء الذي شيده آباءهم وأجدادهم ولا يقبل التفويت أو التصرف وقد دفعوا ضرائبه لسنوات، وخلال سنة 1967 قاموا بإصلاح بعض متلاشياته إلى أن وصفوا بالمجهولين ليصدر قرار نزع ملكيتهم فتوجهوا إلى القضاء. ملف ذوي الحقوق لا يزال تحت أنظار العدالة حتى الآن ومن خلاله يطالبون بحل عادل لقضيتهم بعد مسلسل امتد لسنوات من الاحتجاجات والحوارات بعمالة خنيفرة. ذوو الحقوق ينضوون تحت "جمعية زيان للتنمية والتراث " ومنخرطيها الممثلين ل13 قبيلة من ذوي الحقوق وهم قبائل : 1.أيت لحسن أو سعيد/2.أيت شارظ /3.أيت بومزيل/4 .أيت بومزوغ /5.أيت معي./6.أيت بوحماد/7.أيت لحسن/8.أيت حدو أو حمو/9 .إهبارن /10.أيت بوحدو /11. أيت سيدي بوعباد/12.أيت عمو عيسى/13أيت بوحسوسن.