لا حديث اليوم بجماعة سبت أيت رحو و محيطها إلا عن الاختلالات التي تعرفها الصفقة العمومية المتعلقة بتقوية الطريقين الإقليمية رقم 7300 و الجهوية رقم 311 التي تنجزها إحدى الشركات الكائن مقرها بمدينة مكناس لفائدة الجماعة المحلية سبت أيت رحو الحاملة للمشروع الممول من طرف المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية بغلاف مالي إجمالي يفوق أربعة ملايين و ونصف مليون درهم . اختلالات تم رصدها حسب ما أفادته مصادر جد عليمة، بدأت ملامحها بعدم تطابق كمية الإسفلت المحددة في دفتر التحملات و التي تبلغ حوالي 600 طن يمكن نقله من مدينة مكناس على متن 20 شاحنة من الحجم الكبير، إلا أن ما وصل – حسب نفس المصادر – إلى المشروع لا يتجاوز حمولة 13 شاحنة كبيرة أي ما يقدر ب 390 طن ليفتح السؤال حول مصير 210 طن المختفية و من يتحمل مسؤولية ذلك، مع العلم أن ثمن الطن الواحد من الإسفلت يتراوح بين 750 و 800 درهم للطن الواحد الشيء الذي يعني اختفاء ما قيمته تتراوح ما بين 15 و 17 مليون سنتيم . مصادرنا أفادت كذلك أن تقرير أحد المختبرات المتخصصة في بناء الطرقات و القناطر نص على أن سمك الطريق الإقليمية رقم 7300 المنجزة من طرف الشركة المكلفة بالمشروع يتأرجح بين 4.5 و 5.5 و 7.5 سنتمترات في العديد من مقاطع الطريق التي أجري عليها الفحص و هي قياسات لا تتوافق و الشروط المنصوص عليها في دفتر التحملات و الذي حدد سمكه في 8 سنتمترات، و أضافت ذات المصادر، أن عملية تقوية نفس الطريق الإقليمية عرفت تجاوزات خطيرة تتمثل عدم استعمال المادة المسماة (EB(Enrobe de base و تم الاقتصار فقط على مادة (GBB (Enrobe Bilumineux de base و هو ما يتنافي مع دفتر التحملات و يجعل التقوية غير ذات جودة و سريعة التلف . الأمطار الأخيرة كان لها دور كبير في كشف هذه التلاعبات التي أثارت جدلا كبيرا في الأوساط المحلية و لا شك أن تداعياتها قد وصلت إلى المسؤولين الإقليميين و الجهويين، التي أصبحت مطالبة بفتح تحقيق نزيه في الموضوع للوقوف على حجم الاختلالات التي عرفتها هذه الصفقة خصوصا أن العديد من الألسن تتحدث عن تحركات جهات معينة لاحتواء الوضع و لو بتوجيه أصابع الاتهام إلى تقنية بالجماعة المذكورة حول اختفاء المائتي و عشرة طنا من الإسفلت ما بين مكناس و سبت أيت رحو التي قيل أنها كانت مكلفة بمهمة مراقبة خروج الشاحنات المحملة بالإسفلت من مصدرها بمكناس قبل توجهها إلى مركز الجماعة لتجد في استقبالها زميلا لها.