بشاوات قياد ومقدمون كائنات سياسية مغربية لم يكتب عنها مونتسكيو في روح قوانيه l'esprit des lois ولا روسو في عقده الاجتماعي le contrat social ولا كارل ماركس في كتابه رأس المال le capital ولا درسها طلاب العلوم السياسية في أعتى الجامعات العالمي. ورغم ذلك فإنها، أي هذه الكائنات السياسية، تلعب أدوارا طلائعية في تثبيت دعائم الجهاز المخزني المغربي عبر سلسلة من الممارسات المخزنية العتيقة والتي تستمد روحها من الأساليب القرسوطية في التعامل مع المعارضين، بشكل خاص،ومع المواطنين/الرعايا بشكل عام. هده الكائنات القرسطوية هي الفم الذي يأكل به المخزن ثومه . إنها ،اي هده الكائنات مع استثنائي واحترامي للبعض منها، مستعدة للقيام بكل الأدوار المشبوهة . وحتى لا يقال أنني أطلق الكلام على عواهنه ،أذكر ،حفظا للذاكرة، وتوخيا للموضوعية والدقة ببعض الممارسات "القيادية" و"الباشوية" في حق أبناء وبنات الشعب المغربي. - باشا بخنيفرة يعتقل سيدتين فاظمة تاوعيبات وإيطو قسو ويقص شعرهما ليلة اليوم العالمي للمرأة اي يوم 7 مارس في نهاية الثمانيات ...لأنهما رفضتا الرقص في إحدى المناسبات المخزنية. - قائد بسيدي بطاش يقص شعر شاب وينتحر الشاب ضدا على الاهانة والمهانة. - عامل إقليم يشبه لحية نائب برلماني بلحية كلب. - باشا بتادلة يحتجز مناضلا بباشويته لأنه عبر عن تضامنه مع المعطلين. - قائد ممتاز بالرشيدية يعض معلمة داخل المدرسة - عامل إقليم يأمر بقص لحية أحد المواطنين بميدلت خلال الثمانينات . هذه بعض النماذج من السلوكات المخزنية وما خفي عني وعنكم كان أعظم. وتستمر الماكينة المخزنية العتيقة في أداء مهامها "الصعبة" هنا وهناك خلال المحطات والاستحقاقات الحاسمة " انتخابات" "استفتاءات" "إضرابات" "مهرجانات" "مؤتمرات""دعاية" مناسبات متنوعة" ... وخلال الشهور القليلة الماضية ،نشطت الآلة المخزنية بشكل ملفت وتجندت بما فيه الكفاية لعرقلة ما يمكن عرقلته ،ومنع ما يمكن منعه،ونشر الأكاذيب و الأضاليل وفق الإمكانيات المتاحة تصديا ودرءا "لخطر" حقوقي داهم تقوده الجمعية المغربية لحقوق الانسان ضدا على توجهات واختيارات الجهاز المخزني المعادية لحقوق الإنسان. كم أشفق على حال بعض هؤلاء عندما يؤمرون أن يقوموا بمهمة وهم غير مقتنعين بها لأنهم غير متوفرين على سند قانوني يبررون به فعلتهم فيضطرون إلى المراوغة أو الكذب أو الهروب حتى من مكاتبهم لأنهم يعلمون ،علم اليقين ،أنهم يخرقون قوانيهم ودستورهم وبالتالي فهم في وضعية لا يحسدون عليها : وضعية الخوف المستمر من المسؤول والكذب المستمر على المواطنين والمراوغة المستمرة لتبرير قرارات سقطت من سماء ملبدة بغيوم سوداء . سماء الاستبداد والقمع والمنع والحصار والسباحة ضد تيار الديمقراطية والحداثة والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان الكونية والشمولية .