تنقل أزيد من ثلاثمائة شخص من آباء و أمهات و أطفال يمثلون خمسة قبيلة من جماعة تانفنيت في مسيرة حاشدة مشيا على الأقدام في اتجاه عمالة إقليمخنيفرة ظهر اليوم الإثنين 13 أكتوبر الجاري، للمطالبة بحل مشكل إيواء أبنائهم و بناتهم المهددين بالانقطاع عن الدراسة بسبب بعد الثانوية الإعدادية إبراهيم الراجي الوحيدة بالجماعة عن مقرات سكناهم ، و غياب تدخل الجهات المعنية بتوفير الظروف الملائمة لتشجيع التمدرس في العالم القروي و محاربة الهدر المدرسي . وتأتي هذه الخطوة بعد مجموعة من المحطات السابقة – سبق لجريدتنا أن تناولتها من مختلف جوانبها – توجت باتفاق يقضي بتوفير مأوى مؤقت في بناية قديمة بمحاذاة المؤسسة التعليمية و تقديم دعم مالي من طرف المجلس الجماعي لتانفنيت قصد توفير مستلزمات الإيواء الضرورية حدد أمد تنفيذه اليوم، إلا أنه لا شيء تحقق من ذلك، ما جعل آباء و أولياء التلاميذ في شخص جمعيتهم بالمؤسسة اتخاذ قرار المسيرة نحو عمالة الإقليم مشيا على الأقدام رفقة أبنائهم و بناتهم، و هو ما تم تنفيذه بالفعل وسط متابعة إعلامية مهمة و بمساندة جمعيات و منظمات حقوقية أبرزها الشبكة المغربية لحقوق الإنسان في شخص رئيس مجلسها الوطني و رئيس المجلس الجهوي بمكناس . المسيرة التي انطلقت من مركز خميس تانفنيت عرفت حسب مصادرنا من مجموعة من الاستفزازات من طرف رئيس المجلس الجماعي و من السلطات المحلية وصلت إلى درجة منع المحتجين من الارتواء بالماء الشروب من بئر في طريقهم ، ما جعل الشبكة المغربية لحقوق الإنسان تتدخل لاستنكار الفعل و جلب الماء من جهات أخرى قصد تلبية حاجياتهم من هذه المادة الحيوية طيلة الطريق ، كما حاولت السلطات الأمنية من توقيف المسيرة على مستوى ملتقى طريق تانفنيت و الطريق الرئيسية المؤدية نحو خنيفرة على غرار المحطة السابقة ، إلا أن المحتجين اختاروا المسالك الجبلية الوعرة لاستئناف مسيرتهم و تحقيق هدفهم الذي لا يقل عن إسماع صوتهم للرأي العام الوطني و المحلي و الجلوس إلى مائدة الحوار مع المسؤول الأول عن الإقليم عامل صاحب الجلالة على إقليمخنيفرة. الجهاز الأمني بخنيفرة تجند بكافة عناصره و أقام حاجزا بشريا في مدخل المدينة تمكن من منع دخول المحتجين إلى حاضرة أبناء المقاوم موحى و حمو الزياني حتى لا تستقطب المزيد من المتعاطفين ، و طالبوا المحتجين بتشكيل لجنة لمحاورة السيد العامل و إيجاد حلول لمشاكلهم، و هو ما تم بالفعل بحضور المجلس الجهوي للشبكة المغربية لحقوق الإنسان السيد حميد عقاوي، حيث تعهد عامل صاحب الجلالة شخصيا بالوقوف على عملية توفير المأوى في أقرب وقت شريطة استئناف الدراسة بشكل عاد صبيحة غد الثلاثاء 14 أكتوبر الحالي، و مطالبتهم بالعودة إلى حال سبيلهم بعد توفير أربع حافلات النقل الحضري للمدينة لنقل المحتجين إلى محلات سكناهم بجماعتهم . خنيفرة أون لاين كانت حاضرة طيلة أطوار المسيرة و تابعت عن كثب كل حيثيات الموضوع، و رصدت مجموعة من الملاحظات و التصريحات من مختلف الأطراف، و سننشر كل التفاصيل صورا و فيديوهات و تسجيلات بعد أن يتم إعدادها و توظيبها .