في مغرب الأنترنيت وتي جي في والترامواي مازال سكان حد بوحسوسن يؤدون فواتير الكهرباء في الشارع العام أمام أشعة الشمس الحارقة صيفا وأمام تهاطل الأمطار شتاء في غياب مقر خاص بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب,الصورة أعلاه خير معبر عن وضع سريالي حيث أن الموظف المكلف باستخلاص فواتير الكهرباء يزور القرية المهمشة يوما واحدا في الشهر وعادة يوم الخميس من الأسبوع الأول من كل شهر بمجرد دخوله القرية قادما من مركز مولاي بوعزة يقوم بجولة مكوكية بالأزقة والشوارع طالقا العنان لمنبه سيارة المصلحة معلنا عن موعد أداء الفواتير وبعد نصف ساعة يجتمع السكان حوله بعدما يضع محفظته الجلدية وأوراقه وحاسوبه على طاولة أمام أشعة الشمس الحارقة هذا المنظر الغريب علق عليه أحد الظرفاء بسخرية قائلا " هذا المشهد المأساوي يرجعنا إلى الوراء كثيرا حيث الصورة تشبه إلى حد كبير محاكمات المغرب في القرون الغابرة التي كانت تقام في الأسواق الأسبوعية". فاعل جمعوي صرح للجريدة" سبق لنا وأرسلنا شكايات عديدة للمسؤولين كما وقعنا عرائض احتجاج لكن دون جدوى كما أن الساكنة سبق وامتنعت عن أداء الفواتير لمدة شهرين تقريبا لكن الإدارة العامة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب عوض حل المشكل عمدت إلى تنقيل المسؤول عن مركز مولاي بوعزة لذر الرماد في العيون لتبقى دار لقمان على حالها , وتزداد معاناة ساكنة الدواوير المجاورة لقرية حد بوحسوسن خاصة وأنهم مستفيدون من برنامج نور المتعلق بكهربة العالم القروي الذي يحتم عليهم تعبئة بطاقة الاستفادة كلما نفد رصيدهم من الكهرباء فيضطرون السفر إلى مركز مولاي بوعزة لتعبئة البطاقة وهذا تجسيد صارخ لتبعيد الإدارة من المواطنين ويضيف نفس المتحدث بنبرة حزينة" هذا منكر وعيب أن نؤدي الفواتير بهذه الطريقة المهينة وكأننا نتحلق حول حكواتي في جامع الفنا لهذا قررنا كشباب التعبئة القيام بوقفة احتجاجية مع الامتناع الشهر المقبل عن أداء الفواتير جماعيا حتى يتحقق مطلب إحداث مقر دائم للمكتب فوق تراب الجماعة أما خرافة غياب الانترنيت التي يبرر بها المسؤولون الأمر فهي مجرد ضحك على الذقون".