صدر مؤخرا كتاب في الزجل موسوم بعنوان " حروف النسا: أنطولوجيا الزجل النسوي" للأستاذ الزجال توفيق البيض، مدرس اللغة الإنجليزية بثانوية تازيزاوت بخنيفرة، قدم له الزجال ادريس امغار مسناوي. المؤلف يقع في 215 صفحة من الحجم الكبير، تؤثث غلافه الخارجي لوحة فنية للفنان التشكيلي السعودي عبد الله البار. عن هذه التجربة الإبداعية، التي تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ الزجل المغربي، يقول صاحب المؤلف الزجال توفيق البيض: "أنطولوجيا الزجل النسوي، تجربة زجلية خاصة تجمع نصوصا في الجنس الإبداعي الزجلي لأشهر الزجالات المغربيات، اللواتي بصمن على مسيرة إبداعية رائدة في مجال هيمن عليه الصوت الذكوري لزمن طويل، لذلك يأتي هذا العمل عرفانا بجميل المساهمات القيمة للإيقاع الانثوي الرنان، ولعل ما يجعل لهذا العمل معنى، تزامنه والاحتفاء باليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف تاريخه يوم 8 مارس، وهي إشارة قوية لعمق الارتباط الثقافي والفكري للمرأة ومجالات الإبداع المتنوعة". من جهته، قال مقدم الكتاب، ادريس امغار مسناوي، في كلمة خطها بلغة زجلية دارجة" حطني الزجال والباحث توفيق البيض قدام مشروع تايشتغل عليه بحماس كبير منذ شهور، هو إخراج أنطولوجيا الزجل تاتجمع تجاريب تاتمثل القصيدة الزجلية النسوية المغربية. الفكرة كانت رائعة، وسابقة ف تاريخ الزجل المغربي، وربما حتى العربي، شجعت الصديق توفيق، وأعتقد ان مهمتي انتهت هنا، لكن سرعان ما فاجئني وهو تايطلبب مني نقدم الكتاب بكلمة. تكون لي كلمة في حق تجاريب زجلية نسوية هي مسؤولية فوق طاقتي. حاولت نتملص، نعتذر، لكن تراجعت وأنا كانتذكر باعتزاز كبير أني كنت الزجال الذي التفت للمرأة الزجالة حين قدمت ملتمسا لوزيرة الثقافة لتكريم صوت نسوي زجلي، وتمت بالفعل الاستجابة للملتمس، فكان بذلك أول احتفاء بالزجل النسوي فتاريخنا". ويضيف مقدم الكتاب " من هاذ الباب نسمح لنفسي التواقة للجمال ندخل لحضرة المرأة المبدعة والإنسانة، نسرق لحظات من ضوها نعبر من خلالهم على جمالها اللي غايكون إبداعي..". نصوص زجلية جميلة احتوتها صفحات الكتاب، تسائل الواقع والوجدان والتاريخ، تبحث في معنى الحياة بصوت شجي أنثوي، يكذب أطروحة التميز الذكوري، ويصنع لنفسه عالما يتماهى وسحر الكلمات الهادفة والإيقاع الموزون. مؤلف الأستاذ توفيق البيض، يحقق الكثير من المتعة ومزيدا من الانتشاء، على اعتبار مضامينه المتنوعة، وعبق كلماته الندية التي تأسر روح القارئ وتجعله يهيم في عوالم تشفي ذوقه وتشبع عينه الثالثة.