دخل إضراب التنسيقية الوطنية لحملة الشهادات المقصيين من الترقية التابعين لوزارة التربية الوطنية، موسوعة الأرقام القياسية بالمغرب، والذي تجاوز يومه 53، في ظل تعنت الوزارة الوصية والحكومة ورفضها للحوار مع التنسيقية، بل وعدم رغبتها في الاعتراف بقانونية هذا الإضراب الذي نعته رئيس الحكومة بالتجول والوزارة بالاحتجاج والضحية طبعا هو التلميذ. واستطاعت التنسيقية، التي أصبحت بطريقة غير مباشرة المدافع الرسمي عن حق حاملي الشهادات في مختلف القطاعات بالترقي ، تدويل قضيتها التي تكلمت عنها العديد من الجرائد ة الإذاعات والقنوات التلفزيونية الوطنية والدولية ( كالجزيرة، الحرة، 2M ،الحوار، فرانس 24....) كما امتازت أشكالها النضالية بالتنظيم والالتزام في الوقفات والمسيرات رغم ما تعرض له مناضلوها من استفزازات ومضايقات وتدخلات عنيفة واعتقالات واقتطاعات وتهديدات بالانقطاع عن العمل . وقد أحرج رئيس الحكومة وكل الوزارات التي لها صلة بالموضوع، فعوض حرصهم على حق المواطنين في الاستفادة من حق التعليم الذي تكفله كل المواثيق الدولية، آثروا التعنت وتجاهل التنسيقية ومطالبها المشروعة، وتجنبوا الحوار معها مما أدى إلى ضياع آلاف الحصص الدراسية لما يقارب نصف مليون تلميذ على صعيد المغرب، وستظل هذه وصمة عار في تاريخ هذه الحكومة التي يرأسها رئيس يقضي معظم وقته في التهريج والتنكيت غير مبال بما يتكبده الشعب المغربي من معانات وما يعيش من تهميش . وبالرجوع إلى موقف الوزارة الوصية، فإنها تؤكد بأن الترقية بالشهادات حق لا غبار عليه، مضيفة بأن طريقة الاستفادة منه هي التي طالها التغيير، فعوض الاستفادة المباشرة، ستصبح الاستفادة اعتمادا على مباراة شفوية (شكلية على حد قول بعض المحسوبين على هذه الوزارة) للتأكد من كفاءة حاملي الشواهد، مع العلم أن نسبة النجاح في هذه المباراة هي 11% فقط . إذن، فهذا إجهاز على حق من حقوق الشغيلة التعليمية، تفوح منه رائحة المحسوبية والرشوة، خصوصا إذا علمنا بأن بعض المحسوبين على أحزاب الحكومة والأغلبية الذين لا ملة لهم ولا دين، قد جمعوا ملفات أصدقائهم وأقاربهم بأيديهم وأوصلوها إلى مديرية الموارد البشرية وتكوين الأطر، واعدين ومهنئين أصحاب الملفات بالنجاح في المباراة وبالترقية. فإلى متى هذا العبث يا دولة العبث؟ إلى متى سنظل رهينة سياسة مسؤولين فاشلين يعبثون بمصير الشعب؟ على مرأى ومسمع النخبة والمثقفين والساميين الذين آثروا الصمت واهتموا بسفاسف الأمور.