الفن أخلاق ومكتسب ناتج عن عمل أو دراسة والمقصود بالعمل هنا الممارسة الدائمة والبحث المستمر لاكتساب التجربة بمرافقة أصحاب التخصص ومنافستهم منافسة شريفة هدفها التطوير والتطور وليس الإهانة والاحتقار كما يحدث في بعض اللقاءات الفنية . البحث في التراث قد يقوم به أي كان لكن توصيله إلى العامة , يتطلب رصيدا ثقافيا هائلا ومستوى تعليميا لا بأس به . وليس من هب ودب أو له أرشيف متراكم داخل حجرة يسمي نفسه باحثا وملما بالتراث، وما هو إلا مستغل لما اكتسبه بالتحايل أو بالسرقة وبطرق غير قانونية . ويسميه البعض باحث دو أرشيف للمرحوم فلان وعلان . هو كان يستغل طيبوبتهم لتسجيل جلساتهم الخاصة والمتاجرة بها . أو يستغل حاجتهم وفقرهم ويغريهم بجلسة حمراء ودريهمات لا تسمن ولا تغني من جوع ليرتزق على حسابهم دون حسيب . يطلب آراء الآخرين وينسبها لنفسه . يطعن في من أرقى منه ظانا أنه الأقوى ليفسح المجال لتمرير أكاذيبه بالقفز على قدرات الآخرين. الباحث عليه أن يستغل بحثه ويتقدم به إلى المؤسسات الحكومية المعترف بها كأطروحة أو بحث لينال به دبلوما أو شهادة جامعية ما دام الباب مفتوحا . يسعى لتكميم أفواه من يطعنون في أستاذيته، ويبرهن للجميع أنه أستاذ و بصوت مرتفع. الفن لا حدود له ولا وطن له , ولكن قانونيا أسر وأبناء فقيدي الفن هم وحدهم من لهم الحق في التصرف فيما تركه الفنان بعد موته , وما كراء البعض للبعض للكتابة عن الفن والفنانين والدفاع عن حقوقهم إلا سمسرة في هذا المجال , وما أكثرهم عددا من صفة (كاري حنكو) :أولئك الذين يفهمون في الفن والرياضة والسياسة .... وفي الحقيقة لا يفهمون إلا في الدفاع عن أصحابهم الذين يجودون عليهم , إذ تجدهم يدافعون عنهم كالكلاب المسعورة بكل ما أوتوا من قوة , فمثل هذه الطفيليات الهجينة والتي لا يجمعها بالفن إلا "الخير والإحسان" من الواجب استئصالها ومحاربتها , لأنها تلوث الفن بل تتماذى للنيل من أبرياء هذا الميدان لأنها "الطفيليات"، تدعي لنفسها القوة وعظمة اللسان ولكنها في حقيقة الأمر جوفاء ( الكبير فالكركاع خاوي )، فلتبحث إذن لنفسها عن ميدان يليق بها أحسن لها ( مصارعة الثيران مثلا ). إن الركوب على إبداعات الآخرين وجه من وجوه السرقة الفنية )، فمن يدعي علاقته ببعض الفنانين الذين فقدتهم الساحة الفنية , نقول له أن علاقته بهؤلاء لا تتعدى الإعجاب بهم كمن يفضل لاعب على آخر وقس على ذلك .... لأن الحقيقة هي أن هؤلاء المعجبين تربطهم علاقة روحانية بمن يستمعون إليهم خلال "جلساتهم" من كلمات وموسيقى وألحان لهؤلاء المفقودين , ونظرا لقداسة هذه الجلسات حسب ظنهم يتحول الفنان إلى "طوطم أو طابو" لا يجب التكلم عنه نهائيا . لهؤلاء نقول إن فضاء الفن أصبح موبوءا بشتى أنواع التلوث والعقد الاجتماعية , لكن داخله لا تزال فئة من أهل الفن الشرفاء يقبضون على الفن كمن يقبض على الجمرة في زمن كثر فيه السماسرة وازداد فيه عدد المحاربين بالوكالة عن فنانين وهميين أشباح ,فليترك السماسرة الفن لأهله لأن بعض زملائهم يشتكون من ممارسات مخلة بالمهنة و الاحترافية، فمتى ستقتلع هذه الطفيليات الضارة بالفن .... وليعمل أهل الفن على القيام بحملة لتطهير ميدانهم من مثل هؤلاء الذين يقفزون لحمل مشعل الدفاع عن الفن , في حين لا يتقنون حتى لغة الفنانين الذين يدافعون عنهم , ولا يعرفون عنهم إلا عناوين بعض أغانيهم، في حين يفضل شرفاء الفن الصمت ( الخيل مربوطة والحمير كتزعرط ) لهذه الأسباب , نفهم لماذا تراجع الفن ببلادنا .