تمتد جماعة تيغسالين على مجال شاسع يمتد إلى ملوية العليا ، هذا المجال الذي كان منذ الستينيات من القرن الماضي مصدر تزويد المغرب بالخضروات وخاصة البطاطس، ظلت مهمشة رغم الموارد الغنية التي تزخر بها،( تربة مياه غابات...) بكونها تمتد على حوض واسع، وتشكل الجبال مصدر تزويد وتجديد الفرشة المائية، (جبل توجيت)، إذ تكون روافد نهر ملوية في فصل الشتاء والربيع دائمة الجريان، بكونها لا تستغل، وما إن يحل فصل الصيف تجف الروافد نظرا لحفر الأبار قربها وحفر الخطارات، مما جعل الفرشة المائية تعرف تراجعا كل سنة، وقد كانت الفرشة المائية في التسعينيات في حدود عشر أمتار تحت سطح الأرض، اما الوقت الراهن فكل فلاح أراد الحصول على المياه عليه حفر حتى مئة متر وأكثر، ويزداد التنافس على هذه المادة الحيوية في فصل الصيف، مما يؤدي أحيانا الى صراعات بين الفلاحين على المياه، وهذا ما جعل بعض الفلاحين ذوي الإمكانيات اللجوء الى السقي الموضعي (السقي بالتنقيط (gout à gout، أما أصحاب الإمكانيات البسيطة فهم يلجأون الى السقي بالغمر حتى يحل شهر غشت وشتنبر، حيث تعرف الأراضي جفافا هيدرولوجيا وترابيا. رغم اعتماد انشطة أخرى مكملة للنشاط الزراعي (الرعي، الهجرة في فصل الشتاء)، فإن النشاط الأساسي هو زراعة البطاطس، الذي يجعل الفلاح يغامر بكل ما لديه ويلجأ الى الإقتراض حتى يحل ما يسميه بثاغوزي (بيع المحصول في شهر اكتوبر نونبر)، ومع البيع يسدد كل ديونه، ليعود الى نقطة الصفر ويعتكف في بيته حيث يحل البرد القارس والثلوج، وبالتالي يبقى اقتصاد الفلاح قائما مقلالي معاشي دون تحقيق حلمه وهو بناء المساكن في تيغسالين ليرحل اليها في فصل الشتاء، ورغم ذلك فقد استطاع مجموعة من الفلاحين من تكديس اموالهم في الأيناك او استثمارات في المراكز الصغرى. مما لا ريب فيه أن تدبير الندرة( في المياه) جعل بعض الفلاحين يغيرون زراعة البطاطس بالغراسة وخاصة الورديات، وتوجد مجموعة من الضيعات المتطورة والمجهزة بأحدث الأجهزة التكنولوجية، ووجود بعض محلات التبريد للتخزين، وقد قامت الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري باعتماد التحفيظ الجماعي لأراضي تكوزالت في سنة 2007، ورغم ذلك فإن الفلاح في المنطقة يحتاج الى المزيد من الإرشاد والوعي بأهمية الأراضي في هذا المجال الغني رغم قساوة المناخ في فصل الشتاء.