تقع بلدة مولاي بوعزة ضمن بلاد بوحسوسن، وسط الهضبة الوسطى الممتدة بين الأطلس المتوسط ،والواجهة الساحلية الغربية ، يحدها من الجهة الجنوبية الهضبة الفوسفاطية ، ومن الجهة الشمالية هضبة سايس ، وتظهر المنطقة على شكل معين يمتد قطره طولا من الشمال إلى الجنوب على مساحة 50 كلم ، وعرضا من الشرق إلى الغرب على مساحة40 كلم . تنتمي المنطقة إداريا إلى إقليمخنيفرة ،جهة مكناس تافيلالت. بذلك تحتل المنطقة موقعا جغرافيا متميزا يعتبر نقطة وصل بين ثلاث جهات هي جهة مكناس تافيلالت ، وجهة الرباطسلا زمور زعير ، وجهة الشاوية ورديغة تشمل البلدة بعد التقسيم الجماعي لسنة 1992 قبيلتين هما قبيلة البوعزاويين ذات الأصول العربية بالمركز ،وقبيلة آيت شعو ذات الأصول الأمازيغية ببوادي الجماعة، بعد أن استقلت عنها قبيلتا لمباركيين والحمّارة التابعتان لجماعة حد بوحسوسن ، وآيت رحو وآيت بوخيو التابعتان لجماعة سبت آيت رحو. عرفت المنطقة المسماة اليوم بمولاي بوعزة قبل عهد السلطان اسماعيل العلوي بمنطقة تاغيا وهذه الاخيرة كلمة امازيغية كثيرة الاستعمال بمناطق الأطلس ،ومعناها الأخاديد، أو الخوانق ، والأماكن التي تضيق فيها الأودية إلى درجة يصعب المرور منها ، ومن أشهر المناطق التي حملت الاسم، قرية مولاي بوعزة موضوع حديثنا ، ودوار تاغيا نايت بولمان جماعة تاكلفت بإقليمأزيلال . لم نعثر على أي إشارة في المصادر التاريخية للاستقرار البشري بمنطقة تاغيا قبل العصر الموحدي ،ويمكن إرجاع السبب إلى صعوبة التضاريس وكثرة الحيوانات الضارية بها .وعليه يمكننا القول إن الاستقرار البشري بالمنطقة بدأ مع وصول الولي أبي يعزى إليها بدايات القرن السادس الهجري فتحول هذا المجال من مجال غابوي إلى مجال يعرف نشاطا بشريا مستمرا، فجاز لنا القول بأن تاغيا من بين أقدم مراكز الاستيطان ببلاد زيان .تمركز فيه العديد من السكان ، بعد أن شيدوا مساكنهم جوار مسكن هذا الولي .واستمر الوضع على ماهو عليه الى أن شيد السلطان اسماعيل قبة لضريح أبي يعزى سنة 1202 ه / 1691م حسب ما هو مثبت في الحزام الزليجي المحيط بقبة الدفن . أما اصل تسمية القرية فيعود الى اسم الولي أبو يعزى يلنور بن عبد الرحمان الدي عاش بين 442 ه / 1050م و 572 ه / 1177م. وابو يعزى كلمة أمازيغية أصلها "إبا إعزا" ، أي أبي العزيز ، لاتزال متداولة في المنطقة من طرف الآباء لتدليل أبنائهم الصغار. أما يلنور فمعناها ذو النور أو المحظوظ وهو لقب فقط وليس اسمه الحقيقي ، كني بها قبله شيخ شيخه عبد الله بن وكريس دفين دكالة المعروف بأبي النور وتنطقه العامة فيها سيدي بنور، والظاهر أن هذه التسمية متأخرة عن لقبه "بو كرتيل" أو صاحب الحصير لما كان مغمورا .شق على أتباعه من غير الأمازيغ نطقها فحرفوها تدريجيا لتصبح مولاي بوعزة . يعاني مركز القرية اليوم من محدودية المجالات القابلة للتوسع العمراني، وضعف الموارد المالية مما أدى إلى نقص شديد في التجهيزات والبنيات التحتية الأساسية التي لا ترقى لشهرة المنطقة التاريخية .