عن دار العين للنشر بالقاهرة ، صدرت رواية "موسم صيد الزنجور" للكاتب المغربي إسماعيل غزالي، وتقع في 436 صفحة، تتصدر غلافها الأمامي لوحة للسريالي فلاديمير كوش . ترصد الرواية حكاية عازف ساكسافون فرنسي يحلّ زائراً على ضفّة بحيرة "أكلمام أزكزا" في الأطلس المتوسط امتثالاً لدعوة من صديقة مغربية، كي يجرّب صيد سمك الزّنجور، فيجد نفسه مقحماً في متاهة متشعّبة، بطلها الأول هو المكان المؤسطر والغربان المهووسة برسم الدوائر والسمك الوحشي الخرافي، متاهة تتداخل وتتشابك وتتفاقم بانفتاحها على وجوه فاعلة لشخصيات مريبة جاءت البحيرة بذرائع معلنة تستضمر حقائق مفاجئة: فيرجينيا اللندنية (صاحبة مخطوط البيانو بيت الزّنجور الأثير) والصيّاد الأشقر الملقب بمروّض الزناجير (صاحب مخطوط طريق أزغار) وفتى الفندق المولع باقتفاء المصائر الكارثية لزوار البحيرة منذ 1910 (صاحب مخطوط حكايات البحيرة السبع) وفتاة البحيرة وكاتب السيناريو والممثلتان هاجر وسارة وعازفة البيانو والكلب المبقع بالأبيض والأسود والأصفر . . الخ، "موسم صيد الزنجور" نص فانتازي مؤسس على لعبة الرواية داخل الرواية، يتوازى ويتقاطع في بنيتها الدوّامة أكثر من عمل حكائي، حتى يصعب في الأخير تحديد كاتب الرواية الفعلي، فضلاً عن احتفائها البارز بالموسيقى. الرواية حجرة أساسيّة تعزز الرّصيد السّردي اللافت للكاتب المغربي الشاب الذي يسلك طريقاً مختلفة في ابتكار العوالم الغرائبيّة، والمناخات العجائبيّة. صدر لإسماعيل غزالي روايتان قصيرتان: تحت عنوان "خرير الأحلام، صرير الكوابيس" وكتاب قصصي موسوم ب "بستان الغزال المرقط" يضم أربعة مجاميع قصصية (عسل اللقالق لعبة مفترق الطرق منامات شجرة الفايكينغ الحديقة اليابانية)، قدّمه شيخ القصاصين المغاربة أحمد بوزفور بورقة مثيرة نبّهت إلى عمق وندرة كتابة الغزالي القصصية الحديثة ذات المتعة الجمالية الخالصة، كأنها لا تنتمي إلى الأدب، بل إلى الموسيقى، ذلك الفن الذي تسعى إلى بلوغه كل الفنون.