تحتضن مدينة مراكش خلال الفترة المتراوحة ما بين 23 و 27 أكتوبر الجاري أشغال المؤتمر الدولي للطب النفسي الاجتماعي في دورته العشرين . وينعقد هذا الملتقى الدولي لأول مرة في بلد عربي وإسلامي وإفريقي،إذ يشارك في أشغاله أزيد من 1300 مؤتمر ومؤتمرة يمثلون أزيد من 76 دولة . ويهدف هذا الملتقى إلى التحسيس بالدور الفعال للطب النفسي الاجتماعي خلال القرن العشرين ، هذا الأخير الذي يتميز بالزحف الكاسح للعولمة وتأثيراتها السلبية على الحياة النفسية والاجتماعية للعديد من الأفراد والجماعات البشرية ، المر الذي أدى إلى ظهور حالات مرضية جديدة. بالإضافة إلى ما أفرزته أنماط الحياة المعاصرة من ظواهر اجتماعية كطغيان الفردانية وغياب المسؤولية الجماعية للفرد وانتشار مظاهر التفكك الأسري داخل المجتمعات البشرية وحسب تصريح إدريس الموساوي رئيس الجمعية الدولية للطب النفسي الاجتماعي للجريدة فالمشاركون في هذا الملتقى سينكبون على مدى خمسة أيام على مناقشة مجموعة من المحاور من بينها تجليات الظواهر المرضية من خلال الكشف عن العلاقة الرابطة بين ما هو بيولوجي واجتماعي ونفسي ، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب بين الباحثين والأطباء المبرزين من خلال اعتماد مقاربات ذات أبعاد ثقافية واجتماعية على مستوى التكوين والبحث العلمي والممارسة الميدانية ، كما سيتدارس المؤتمرون إشكالية التفكير الخرافي والشعوذة المنتشرة ببعض الأضرحة والمزارات في استفحال مظاهر الأمراض النفسية ودور الطب النفسي الحديث في مواجهة هذا النوع من الطب الشعبي . إذا كان الطب النفسي قد انتقل من مرحلة التصنيف إلى مرحلة وصف الأمراض خلال القرن 19 فقد أضحى اليوم بفعل تطور البحث العلمي محورا أساسيا للعلاج السريري والتشخيص بعض الحالات المرضية الجديدة ، لاسيما تلك النتيجة عن الإدمان المخدرات بأصنافها واستفحال ظاهرة تعاطي للأقراص المهلوسة ( القرقوبي) . وارتباطا بنفس الموضوع ، فقطاع الطب النفسي الإجتماعي بالمغرب تواجهه مجموعة من الإكراهات لا سيما على مستوى الخصاص الحاصل على مستوى الأطر الطبية والشبه الطبية، وضعف بنيات الاستقبال وانعدام الوعي وسيادة التفكير الخرافي داخل العديد من الأسر المغربية، حيث المغرب لا يتوفر حاليا ألا على 400 طبيب نفساني بالقطاعين العام والخاص، كما أن المستشفيات والعيادات المتخصصة لا تتوفر بدورها إلا على 1900 سرير لأزيد من 660 ألف مريض نفساني حسب الإحصائيات الرسمية.