الهلالي مواطن مغربي يقطن بمدينة سلا بكثير من التأثر قال لا أرى أختي المتزوجة في الجزائر إلا مرة كل أربع سنوات أو ربما أكثر .. قبل أن يضيف : حتى الآن لا أفهم لماذا يستمر إغلاق الحدود بين بلدين جارين و عزيزين و بينهما العديد من الأمور المختلطة بما فيها الدم ؟ هو سؤال قديم جديد طرح أكثر من مرة و مازال يطرح بإلحاح شديد الآن أكثر من أي وقت مضى .. و خلال جميع المحاولات لإيجاد جواب شافي ظلت الإجابات على تعددها غير واضحة بشكل يثير حفيظة عدد كبير من المغاربة و الجزائريين الذين ينتظرون رفع الحظر و فتح الحدود أمام عائلات و أسر كتمت أشواقها طويلا و جمعت عبر السنين الماضية الكثير من الحكايا و الصور و الذكريات و الأحاديث و كلها أمل بأن تتقاسمها مع أعزائها على الجانب الآخر يوما ما. بعيدا عن كل التأويلات السياسية التي يحتملها الموضوع .. فإن بين الوضع الحالي للحدود وبين تاريخ المغرب و الجزائر تنافرا كبيرا .. لأن القطيعة البرية لا توازي بأي وجه كان، صفحات مشرقة من التكافل و التضامن بين المغرب و الجزائر بشكل خاص إبان فترة الاستعمار الفرنسي وخلال حرب التحرير الجزائرية .. ذاك التضامن الذي يشهد على متانة و عظم التاريخ المشترك بين شعبين و أرضين جمعتهما الجغرافيا قبل أن يجمعهما الدين و اللغة و غيرهما الكثير. حنين المغاربة و الجزائريين لم تسعه رحلات الجو و لم تطفئ جذوته المتقدة في وجدان الشعبين كل وسائل التواصل الأخرى بما فيها التكنولوجيا الحديثة .. و بقي الترقب كبيرا كلما سرى حديث عن رغبة آنية في فتح الحدود بين وجدة و مغنية أو كلما انتشر خبر حول وساطة خارجية في هذا الشأن بين شعبين يفترض ألا يكونا بحاجة إلى وساطة الغير. بغض النظر عن الأخطاء و القرارات السياسية التي ارتكبت أو اتخذت .. و بغض النظر عن الجهات المستفيدة مهما كانت خلفياتها و بعيدا عن كل الحساسيات و الخلافات المتراكمة فإن الهلالي يتطلع إلى تبادل الزيارات و صلة الرحم مع أخته و أسرتها في الجزائر برا. و هي أمنية مشروعة يتقاسمها معه مئات الجزائريين و المغاربة الذين ينتظرون على الجانبين .. بكل شوق و حنين و توق أن يفتح زوج بغال و العقيد لطفي .. إنها إرادة الشعبين فهل ستتحقق ؟