تطورت وتناسلت الأحداث، بعد منع التظاهرة السلمية الأمس (23 فبراير) التي دعا لها بعض الجمعويين والسياسيين والحقوقيين وانضم إليها مواطنون من مدينة الخميسات، في إطار حركة 20 فبراير والتضامن مع شعب ليبيا. وبعد انفلات أمني غير مسبوق بعاصمة زمور، استفاقت المدينة اليوم 24 فبراير على خسائر فادحة بمؤسسات بنكية ومحلات تجارية والعبث بممتلكات عامة وخاصة، مع حرق إطارات مطاطية ووضع حجر كبير ببعض الطرقات... وقد كان من أهم الخسائر تخريب الوكالة البنكية وفابنك بشارع محمد الخامس، وتكسير شبابيك أوتوماتيكية لأربع وكالات بنكية أخرى، والهجوم على وكالة إنوي للاتصالات، وتخريب واجهات المستشفى الإقليمي والنيابة الإقليمية لوزارة الصحة، ورشق وكالة بريد المغرب بالحجارة. بالإضافة إلى خلق جو من الرعب بالمدينة أدى، منذ الصباح، إلى تعثر عمل عدد من المرافق العمومية (المقاطعات الحضرية والبلدية والمدارس) والمؤسسات الخصوصية كالأبناك والمدارس الحرة. وإغلاق الدكاكين والمحلات التجارية.. وتسبب في هذه الخسائر، المحصية ليلة أمس، شباب مختلط الفئات العمرية والاجتماعية وبعض القاصرين الذين ركبوا مغامرات انتهت بهم في مواجهات مع قوات الأمن التي ذاقت نصيبها من الضرب المتبادل الذي أوصل بعض أفرادها لتضميد جراحهم بالمستشفى، وإلحاق خسائر بعدد من سياراتها، وأسفرت عن اعتقال عدد من الشباب؟ وكان لعامل الإقليم الجديد "حسن فاتح" منذ الصباح لقاءات تواصلية مع ممثلي المجتمع المدني والهيئات السياسية والمنتخبين والنواب والمستشارين، بعد اجتماعات أمنية خاصة لتدارس الوضع الأمني بالإقليم وحالة الانفلات بالمدينة التي اتسمت بمواجهات قوات الأمن مع قاصرين ومهمشين وعدميين، ومتسربين دخلوا صفوف المتظاهرين واستغلوا الأحداث للنهب والفوضى، حسب تعبير العامل الذي أضاف أنه رغم كل ما وقع تعاملت قوات الأمن مع الأحداث بمرونة ولم تتدخل تدخلا قويا. وتأسف على تحريض بعض الأطر التربوية للتلاميذ من أجل المشاركة والتظاهر متسائلا عن ضمير هذا النوع من التربويين؟؟. كما دعا في كلمته للجمعويين بضرورة التعاون المواطن والتحسيس والتعبئة لضبط النفس وإرجاع الهدوء والاستقرار للمدينة من أجل معالجة الملفات الهامة والمستعجلة التي ينتظرها السكان، واعدا بلقاءات جادة لدراسة المشاكل المطروحة بالإقليم والتعامل مع الجمعيات حسب تخصصها، لما يلعبه المجتمع المدني من دور طلائعي وفعال كقوة اقتراحية وعملية في التنمية والتأطير والتنظيم. ومعاهدا بالتعامل القوي مع الجمعيات من خلال شراكات الجماعات المحلية ومختلف القطاعات الحكومية. ومن جهتهم عبر عدد من الفاعلين الجمعويين عن إدانتهم للتخريب الذي لحق الملك العام والخاص بالمدينة، وطالبوا بالتغيير الملموس بالخميسات وإطلاق المشاريع التنموية الحقيقية وصيانة الكرامة الإنسانية للمواطنين بالإقليم، وفتح أبواب الإدارة لحل مشاكلهم والتعامل مع قضاياهم. كما دعا الجمعويون منتخبي المنطقة إلى الانفتاح والعمل الميداني مع من أوصلوهم لمقاعد التسيير من عموم الناخبين. ويشار انه منذ الصباح ومناوشات متقطعة قائمة في أماكن متفرقة من المدينة، حيث يتجمع الشباب في نقط مختلفة كان من بينها حي الزهراء قرب المؤسسة الخصوصية الفردوس، محيط الشاطو وحومة الشومور، والمساء بساحة المسيرة الخضراء، وأمام المقر المركزي للشرطة للمطالبة بإطلاق سراح الشباب المعتقلين.