تفاقمت حصيلة أعمال العنف التى تهز ليبيا منذ الثلاثاء الماضى لتبلغ 40 قتيلا على الأقل، واستمرت المواجهات فى شرق البلاد وخصوصا بنغازى حيث تم إحراق مقر الإذاعة فيما قام متظاهرون بشنق شرطيين فى مدينة البيضاء. وأسفرت التظاهرات ضد النظام الليبى عن عشرين قتيلا على الأقل فى مدينة بنغازى، وعن سبعة قتلى فى درنة، وفق ما نقلت صحيفة أويا الليبية القريبة من سيف الإسلام القذافى نجل الزعيم الليبى، ليرتفع بذلك عدد القتلى فى ليبيا منذ بدء التظاهرات فى هذا البلد الثلاثاء الماضى إلى 41 استنادا إلى مصادر محلية متعددة ولا يشمل هذا التعداد أربعة سجناء قتلتهم قوات الأمن بينما كانوا يحاولون الفرار من سجن الجديدة قرب طرابلس ولا الشرطيين اللذين شنقًا فى البيضاء. ونقلت الصحيفة أنه "تم شنق رجلى أمن بعد أن تمكن المتظاهرون فى مدينة البيضاء شرق بنغازى من القبض عليهما أثناء محاولة تفريق التظاهرات التى تشهدها المدينة منذ الأربعاء"، وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش تحدثت صباح الجمعة عن سقوط 24 قتيلا حتى الخميس الماضى. وهددت حركة اللجان الثورية، معقل الحرس القديم فى ليبيا، الجمعة برد عنيف وصاعق على المتظاهرين المغامرين فى ليبيا، وقالت إن المساس بالخطوط الحمراء انتحار ولعب بالنار"، وقالت الحركة فى افتتاحية صحيفتها "الزحف الأخضر" الجمعة "إن أى مغامرة من تلك الشراذم المنبطحة، فإن هذا الشعب الأبى والقوى الثورية الشريفة سيكون ردهم عليها عنيفا وصاعقا". وأضافت أن "سلطة الشعب والجماهيرية والثورة والقائد معمر القذافى جميعها خطوط حمراء، ومحاولة تجاوزها أو الاقتراب منها انتحار ولعب بالنار، وقد أعذر من أنذر، متوعدة المتظاهرين بأنه عندها لن تنفعهم أمريكا ولا الغرب ولا قناة الجزيرة المأجورة". وتعرضت التظاهرات الأولى لقمع شديد خصوصا فى بنغازى معقل المعارضة وفى مدينة البيضاء شارك الآلاف فى تشييع متظاهرين قتلوا فى بنغازى، وتمركزت قوات الأمن حول البيضاء وتولت مراقبة مداخلها ومخارجها إضافة إلى المطار، وذلك بعد أن سرت معلومات على الإنترنت أن متظاهرين سيطروا على المدينة. وقال هذا المصدر رافضا كشف هويته إن القوات تلقت أمرا بمغادرة وسط المدينة لتفادى مواجهات مع المتظاهرين، وغداة "يوم الغضب" الذى دعا إليه محتجون عبر الإنترنت، خلت الشوارع بشكل شبه كامل فى طرابلس فى حين خيم الهدوء على بنغازى، وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن 24 متظاهرا على الأقل قتلوا وأصيب عشرات آخرون بجروح إثر إطلاق قوات الأمن الليبية الرصاص الحى على "التظاهرات السلمية" التى تشهدها البلاد ضد نظام الزعيم الليبى معمر القذافى.