كان فرع مراكش للنقابة المغربية لمحترفي المسرح يوم 13 فبراير على موعد مع الجمع العام الاستثنائي الذي طال انتظار الفنانين المراكشيين له ،والذين كانوا يترقبونه بعد طول تخبط في مشاكل عديدة والعيش في ظل غليان وفوران لمدة ليست بالوجيزة، تجمدت معها كل أنشطة الفرع وتجمدت صلاحيات المكتب ، وبعد الساعة الرابعة بقليل من التاريخ المذكور أعلاه تدفقت جموع الفنانين على قاعة مسرح دار الثقافة بين ناقم على الوضع الذي يعيشه الفن بالمدينة الحمراء وبين قلق على مستقبل الفرع مما سينتج عن الجمع العام وما سيفرزه من تشكيلة للمكتب تكون بمثابة الدم الجديد الذي سيجري في شرايين التنظيم افتتح الجمع حسن النفالي رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح منوها بالميزة التي يحضى بها فرع مراكش، مشيرا إلى أن الاختلاف والتوافق داخل هياكل النقابة بين منخرطين أو مسيرين شيء صحي إذا كان في إطار المشروعية ، ثم تناول بعض الخروقات القانونية التي طالت الفرع وتم التركيز من طرف النفالي وكل المتدخلين على الثغرات القانونية و الترامي على صلاحيات ليست من حق البعض ، كل ذلك في جو مشحون بين مؤيد للاقانون سواء عن سوء فهم أو بنية مبيتة ،وبين متشبث بمشروعية القانون الأساسي الفيصل في كل الخلافات ، ومع مرور الوقت بدأت تهدأ النفوس وبدأت الرؤية تتوضح خصوصا بعد أن أقر رئيس النقابة بأن هناك خللا يجب الوقوف عليه، ولكن لاحقا، حتى تتم عملية اختيار مكتب جديد ، جاء بعد ذلك كلمة حسن هموش رئيس الفرع الجهوي الذي كان خطابه في مجمله وجدانيا مع التذكير ببعض محطات منجزات الفرع ،ليتسلم الكلمة الكاتب العام عمر الجدلي الذي قدم تقريرا مكتوبا وزع على كل الحضور في القاعة تضمن بشكل مختزل الاجتماعات والاتفاقات التي كانت تتم داخل مكتب الفرع بالإضافة إلى القرارات التي سماها بالانفرادية والتي حسب تقريره كانت السبب في خلق تصدع داخل مكتب الفرع ، جاء بعد ذلك ما سمي بالتقرير المالي الذي تقدم به عبد السلام بوخيمة وهو في الحقيقة سرد لمجريات و أسباب عدم تسلمه مهامه كأمين شرعي لفرع النقابة المغربية للمسرح فرع مراكش فيما علق تقرير نائب أمين المال لعدم مشروعيته ، وتم تكوين لجنة للبحث و الافتحاص في مسار ما صرف من أموال بعد ثبوت مخالفة السحب غير القانوني . وبعد ذلك تم التصويت من طرف المنخرطين على الصيغة التي سيتم بها التصويت على المكتب الذي سينتخب بعد تحويل الجمع العام من استثنائي إلى جمع عام عادي ، فكانت الأغلبية للتصويت باللائحة فرفعت الجلسة لمدة 15 دقيقة لتهيئ لوائح المرشحين لتكوين المكتب . ومما أثار انتباه الكل الارتباك الذي ساد تلك اللحظات التي كانت تتم فيها اقتراحات في لائحة ما وانسحابات من أخرى ، و تبين للعيان أن مجموعة ممن كانوا يحسبون أنفسهم على الحركة التصحيحية كيف اختاروا الطريق السهل و الأيسر لركوب موجة الوجاهة للعبور إلى المكتب دون أن يفقهوا أنهم أمام صنفين من الناس ،أمام جيل آخر من الشباب يسايرون منطق التجديد الذي يسود أركان الأرض ، وجيل عايش التنظيم النقابي في الساحة الفنية منذ إرهاصاته الأولى وكلا الفريقين ككل البشر تهمهم مصلحتهم إلا أن هؤلاء وضعوا مصلحة الإطار الذي يشتغلون من خلاله هي الأولى ، إنها القواعد التي اختارت اللائحة التي رأتها تمثل كيانها و طموحاتها و التي فازت – وهذا تكليف و ليس تشريفا – فازت لا بإكراميات أحد و لا بتحالفات واهية و إنما الفضل يرجع إلى القواعد والمنخرطين الذين بهم بعد الله تقوت و بفضل وضوحها وقوة حجتها وطموحها إلى التغيير الإيجابي ،وكانت عين المنخرط وحواسه تلمس وبشكل جلي تلك التعبئة الفورية التي كانت في عمومها تستند إلى الجانب النفعي لدى من سيصوت له ومدى قدرته في فتح مجال العمل للبعض، أو قضاء مصالح مرحلة مصيرها الزوال ولو بعد حين، وهذا ما خيب آمالهم في البعض الآخر . وبهذا تكون انتخابات 14 فبراير 2011 للفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح فرع مراكش أسفرت عن التشكيلة التالية : يوسف أيت منصور ، مصطفى تاه تاه ، عمر الجدلي ، عبد السلام بوخيمة ، رشيد بيديد ، عبد الصمد الفتال ، عبد السلام الخالدي ، عبد الله المعاوي ، عباس فوراق .