للثعابين ذكاء خاص، تفر من مواقع الزلازل بثلاثة أشهر، ويبدو أن الحيوان أذكى منك ياجابر، يا كاسر. كنا نظنك شيئا، لما قرأنا كتاباتك الرائدة، وكنا نستشهد بك في أبحاثنا ومقالاتنا،لكن قبولك بوزارة تافهة في نظام بائد يتهاوى أمام شعب جبار، شعب رائع، شعب نبيل، أطاح بعميل، وقبله أنهى انبطاح السادات مشرع التطبيع مع الكيان الصهيوني. كان حريا بك، أن ترفض هذه الحقيبة المسمومة التي حرقت كل أمجادك وماضيك. ففي ساعاتك الأخيرة سقطت في شباك نظام مريض لم تبق له إلا سويعات قليلة ويصبح في مزبلة التاريخ. كان حريا بك أن تكون جابر صقر، لكنك ارتضيت أن تعيش وتنهي حياتك عصفورا. كان ممكنا أن تسجل موقفا شريفا وتنضم للثورة الشبايبة، أو على الأقل ترفض وزارة ربع ساعة الأخيرة، وتفعل كما فعل الشهم بهاء طاهر الذي رفض جائزة لا تشرف في مثل هذه الظروف.