حذرت وزارة الداخلية المصرية من انها ستتخذ تدابير "حازمة" في مواجهة المتظاهرين المعارضين للحكومة والذين دعيوا للخروج الى الشوارع بعد صلاة الجمعة بعد ثلاثة ايام من الاحتجاجات والاشتباكات الدامية مع الشرطة. وحثت الولاياتالمتحدة الرئيس المصري حسني مبارك يوم الأربعاء صراحة على إجراء إصلاحات سياسية في ضوء الاحتجاجات التي تطالب بإسقاطه مغيرة موفقها من حليف عربي رئيسي تغييرا واضحا. وبتوجيه دعوة جديدة إلى إجراء اصلاحات بعد يوم من الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين المصريين بدا أن واشنطن تراعي عدة مصالح، من الرغبة في الاستقرار في حليف إقليمي ومساندتها للمبادئ الديمقراطية وخوفها من قيام حكومة إسلامية معادية للولايات المتحدة. وجاءت الرسالة على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية الأردن بعد أسبوعين من الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في ثورة شعبية. واشتبكت الشرطة في القاهرة مع آلاف المصريين الذين تحدوا حظرا حكوميا يوم الأربعاء واحتجوا على حكم مبارك المستمر منذ 30 عاما. وقررت النيابة العامة بالمنصورة الليلة إخلاء سبيل 18 معتقلا على خلفية مظاهرات يوم الغضب، بعد يوم كامل من التحقيق معهم بتهمة التجمهر وإتلاف الممتلكات العامة وتعطيل المرور. وأكد محب المكاوى رئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين بالدقهلية، أنه بعد الإفراج عن 18 معتقلا الليلة، فإنه قد تم الإفراج عن جميع المعتقلين فى يومى 25 و 26 يناير. وكانت النيابة العامة قررت صباح اليوم إخلاء سبيل 39 معتقلا، بالإضافة إلى إفراج أجهزة الأمن عن 8 معتقلين دون عرضهم على النيابة العامة من بينهم 3 محامين و5 طلاب بالثانوية العامة. أكد بعض أصحاب محلات وسط البلد ورود تعليمات أمنية إليهم بغلق محالهم طوال يوم غد، الجمعة، وحتى ظهر بعد غد، السبت. وكشف بعض أصحاب محال "وسط البلد" عن صدور تعليمات مشددة، بشكل غير معلن، بعدم فتح المحلات حتى لا تتعرض لأعمال تخريبية أثناء منع مظاهرات الغضب التى دعت إليها القوى السياسية غداً. وعبرت اليوم، الخميس، المجرى الملاحى لقناة السويس 45 سفينة بحمولة قدرها 2 مليون و217 ألف طن سفن بضائع وناقلات غاز بحمولات مختلفة من وإلى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. وقال طارق حسانين، مدير العلاقات العامة والإعلام بهيئة قناة السويس، إن 45 سفينة عبرت القناة اليوم، الخميس، منها 33 سفينة ضمن قافلة الشمال قادمة من البحر الأبيض المتوسط، بحمولة قدرها مليون و572.5 ألف طن، وكانت أكبر حمولة من نصيب ناقلة الغاز RASHEEDA والتى ترفع علم جزر المارشال بحمولة قدرها 166.1 طن قادمة من إنجلترا، ومتجهة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وأيضا عبور 12 سفينة ضمن قافلة الجنوب قادمة من البحر الأحمر ومتجهة إلى البحر الأبيض المتوسط بحمولة قدرها 644.7 ألف طن. وكانت أكبر حمولة من نصيب سفينة البضائع CMA CGM AQUILA بحمولة قدرها 136.8 ألف طن قادمة من ماليزيا ومتجهة إلى ميناء موراكو. و ارتفعت حدة الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين فى ميدان الأربعين بالسويس، بعد أن قام المتظاهرون بإشعال النيران فى نقطة إطفاء الأربعين، وهدد المتظاهرون بإشعال النيران مرة أخرى فى نقطة إطفاء الأربعين. وأشعل المتظاهرون النار فى المركز التكنولوجى لخدمة المواطنين التابع لإدارة حى الأربعين، كما هددوا بإشعال النيران فى عدد من المنشآت الأخرى بمدينة السويس، حال عدم الاستجابة لمطالبهم، التى ترتكز على توفير فرص عمل لهم داخل المحافظة. وانتشر عدد كبير من رجال الأمن السريين فى شوارع السويس، وقام الأمن بشن حملة اعتقالات واسعة، وأصيب 60 شخصاً من بينهم 30 جندياً من أفراد الشرطة. و ارتفع إلى أربعة عدد القتلى في مدينة السويس التي شهدت أعنف احتجاجات "يوم الغضب" المصري الذي بدأ الأربعاء، وسقط فيها 150 جريحا على الأقل حسب مصادر طبية، وغطاها دخان كثيف بسبب الحرائق التي أضرمت في البنايات والسيارات، والاستعمال الكثيف للقنابل المسيلة للدموع. وكان القتيل الرابع أحد أفراد الأمن المركزي، وقد لقي مصرعه أمس بخرطوش وسط المدينة في حي الأربعين ذي الكثافة السكانية المرتفعة، حسب اللواء محمد عبد الهادي مدير أمن السويس. أما القتلى الثلاثة الآخرون فهم من المتظاهرين. وأفاد مصادر إعلامية في المدينة أن الأمن أطلق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريق مئات المتظاهرين. وقد رشق متظاهرون رجال الشرطة بالحجارة وأحيانا بالقنابل الحارقة. وتحدث المراسل عن عشرة إصابات خطيرة بين الجرحى، بينهم رجال أمن وضباط، وطفل في ال14 من عمره أصيب في قدمه بالرصاص الحي. ودارت اشتباكات عنيفة في ميدان الإسعاف في حي الأربعين حيث قال مراسل الجزيرة نت إن متظاهرين –ارتدى بعضهم أقنعة احتماء من الغازات المسيلة للدموع- أحرقوا وحدة إطفاء مدنية ومركز تدريب للشرطة، وتحدث عن تعرض الموقعيْن للنهب. وكان متظاهرون قد حاولوا الأربعاء حرق مركز شرطة آخر ومقر للحزب الحاكم، لكن الشرطة حالت دون ذلك. ونظم عشرات المحامين وقفة احتجاجية أمام محكمة السويس انضم إليها توافق المعارضة والقوى الوطنية والسياسية (وهي هيئة تجمع القوى السياسية في المدينة) الذي دعا إلى مظاهرات شعبية في ميدان الإسعاف اليوم بعد صلاة الجمعة، وإقامة صلاة الغائب على الضحايا. وطالب بيان للمحامين بإقالة محافظ المدينة ومدير أمنها ومحاكمتهما وتحميلهما مسؤولية الأحداث. وقال محمد فاهم وهو شاب في ال29 يعمل في مصنع زجاج متحدثا لرويترز وهو يقف أمام سيارة محروقة "من حقنا أن نختار بأنفسنا حكومتنا. لقد عشنا 29 سنة، وكل حياتنا دون أن نستطيع اختيار رئيس".