لفظ المواطن محسن بوطرفيف هو أب لطفلة، أنفاسه الأخيرة مساء اليوم السبت 15 جانفي، في حدود الساعة السادسة و النصف، بالمستشفى الجامعي بعنابة، بعد أن أقدم صباح نفس اليوم على حرق نفسه بالبنزين ببلدية بوخضرة التابعة لولاية تبسة، الحدودية مع تونس، على خلفية الوضعية الاجتماعية التي يعيشها جراء البطالة وانعدام السكن. بعدما اتصل الشاب المنتحر برئيس البلدية صبيحة اليوم وطلب منه مساعدته في الحصول على عمل، يضمن به لقمة عيشه وأفراد عائلته. غير أن رئيس البلدية، قال له بأنه لا يملك مناصب العمل ولا مفاتيح السكن، فهدد الشاب بحرق نفسه، ثم انصرف ونفذ تهديده وأضرم النار في جسمه. ليقوم بعدها أكثر من 100 شخص بحركة احتجاجية غاضبة، تدخلت على إثرها قوات الدرك لتفريق المحتجين، وقد تنقل والي الولاية إلى عين المكان وقرر توقيف المسؤول المحلي. و عاشت جيجل، ليلة أمس الجمعة، نفس الحادثة بعدما حاول المواطن (ح، س) و البالغ من العمر 26 سنة، وضع حد لحياته على نفس الطريقة، حيث أضرم النار في جسده، بشارع الأمير عبد القادر بوسط مدينة جيجل، في حدود الساعة التاسعة ليلا. و هو حاليا متواجد في مستشفى المدينة. بالإضافة إلى تسجيل حادثة مماثلة ببرج منايل شرق بومرداس، وقعت الأربعاء الماضي، حين أقدم المواطن (ع. محمد) على إضرام النار في جسده، داخل مقر الدائرة، بعد أن تم إقصاؤه من قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي، ليتم نقله على جناح السرعة لمستشفى بومرداس. وفي حادث مشابه أقبل شاب في ال34 من عمره على إضرام النار في جسده، اليوم الأحد 16 جانفي، أمام مقر الأمن الولائي بمدينة مستغانم، غرب البلاد. حيث كسب الشاب البطال كمية من البنزين على أعضاءه السفلى قبل أن يشغلها بالنار. كما تدخل أعوان من الشرطة بسرعة لإخماد النار، قبل أن تنقله مصالح الحماية المدنية إلى مصلحة الاستعجالات بحي التجديد لتلقي الإسعافات الأولية، حسبما ما أكده مصدر محلي ل"كل شيء عن الجزائر". كما أن مصالح الشرطة القضائية و أمن ولاية مستغانم فتحا تحقيقا للكشف عن أسباب الحادث المؤلم. و تجدر الإشارة، إلى أنه من يوم الجمعة الماضي، سجلت ثلاثة حالات مماثلة، أقبل خلالها ثلاثة شباب على حرق أنفسهم في كل من: تبسة، جيجل و برج منايل الواقعة بولاية بومرداس. كما أنه في تونس، لحقت حادثة حرق الشباب محمد البوعزيزي بمحافظة سيدي بوزيد، انتفاضة شعبية أدت إلى الإطاحة بالنظام الديكتاتوري للرئيس السابق زين العابدين بن علي.