انطلقت أمس يوم الجمعة بالرباط أشغال الدورة ال` 54 للأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية، التي تنظم على مدى ثلاثة أيام، تحت شعار" مواجهة الفتن الداخلية وأعاصير التجزئة الخارجية ". وأكد السيد شيبة ماء العينين عضو الأمانة العامة للمؤتمر، في كلمة باسم الأحزاب المغربية المشاركة في هذه الدورة، على الدور الهام الذي يضطلع به مؤتمر الأحزاب العربية، باعتباره مؤسسة حاضنة وجامعة ذات قوة اقتراحية جادة ورصينة، معربا عن الأمل في أن تتضافر جهود كل الأحزاب العربية في إطاره، لتوطيد العزم على "إنهاض الأمة العربية من كبوتها ". كما أعرب عن تقدير الأحزاب المغربية للمساعي الحميدة والصادقة للمؤتمر في سبيل رسم التوجهات الوطنية المتعلقة بالقضايا العربية الكبرى، والبحث عن إيجاد أفضل الصيغ الهادفة إلى تقريب وجهات النظر لحل النزاعات والصراعات التي تعاني منها العديد من الأقطار العربية، وتوسيع دائرة الإشعاع الإسلامي والعربي وترسيخ مشاعر الإخاء، رغم التيارات المعاكسة وما تعرفه علاقات بعض الأقطار العربية من اختلالات وتوترات. وأضاف أن الأحزاب المغربية تثمن عاليا حرص المؤتمر على تحصين الوطن العربي من "مؤامرات البلقنة"، التي وضع أسسها مخطط (سايكس بيكو) الذي عصف بمشرق الأمة العربية، ولم ينج جناح الأمة العربية من تداعياته، مشيرا إلى أن هذا المخطط استهدف بالخصوص المغرب بمحاولة تفتيت وحدته الترابية، التي ناضل من أجل صيانتها. وأكد أن المغرب ما زال يتصدى لخصوم وحدته الترابية ودعاة الانفصال مقدما في سبيل ذلك مبادرات جادة وصفها المنتظم الدولي بأنها ذات مصداقية وقابلة للتطبيق، وذلك بتمتيع سكان الصحراء بحكم ذاتي في ظل السيادة المغربية لإنهاء هذا التوتر المفتعل الذي يعوق مسار بناء المغرب العربي، الذي كان حلما ومازال، باعتباره وحدة إقليمية تشكل لبنة أساسية في بناء الوحدة العربية المنشودة. وشدد السيد ماء العينين على أهمية شعار الدورة بالنسبة لأوضاع الأمة العربية، داعيا إلى الاتسام بالمزيد من "الصراحة والشجاعة " في التطرق إلى مختلف مظاهر التآمر على وحدة الأقطار الوطنية والترابية، دون إغفال محاولة احتواء تداعيات القضايا الخلافية، والنزاعات العربية البينية، التي يغذيها خصوم الأمة. وأعرب عن الأمل في أن يتمخض عن أشغال الدورة تصور للتصدي لكل محاولات الإجهاز على حقوق الشعب الفلسطيني، وكذا للتصدي العربي الجماعي للتهديدات الإسرائيلية المتواصلة والدعوة إلى التعجيل بإنهاء احتلال العراق وصيانة وحدته الوطنية والترابية، وذلك للحد من مخاطر المؤامرات الاستعمارية على الأمة العربية، وإزالة كل المعوقات التي تحول دون انطلاق قطار التعاون العربي بالسرعة المناسبة، وبالتالي ربح رهانات الحاضر والتغلب على تحديات المستقبل، وتحقيق طموحات وآمال الشعوب العربية. ومن جهته، أكد صفوان قدسي رئيس المؤتمر العام للأحزاب العربية، في كلمة بالمناسبة، على أهمية هذه الدورة التي تنعقد في ظروف استثنائية بالنظر إلى الواقع العربي الراهن، معربا عن الأمل في أن تشكل قرارات هذه الدورة إضافة خاصة ومسؤولة لإثارة الانتباه لما يدبره أعداء الوحدة العربية، من أجل عرقلة المسار التنموي والاقتصادي للأقطار العربية. وشدد الأمين العام للمؤتمر السيد عبد العزيز السيد على أهمية هذه الدورة، التي تعتبر - على حد قوله - استثنائية بالنظر إلى الموضوعات التي ستناقشها، والمرتبطة على الخصوص بواقع الأمة العربية والوطن العربي، الذي يتعرض "لاستهداف وجودي شامل"، داعيا الأحزاب العربية جميعا إلى تحمل مسؤولياتها في التصدي لكل المحاولات الرامية إلى زرع فتن داخلية، وكذا الانتباه إلى محاولات التجزئة الخارجية التي تحيط بأقطار الوطن العربي. وقد تميزت الجلسة الافتتاحية بتكريم السيد بوبكر القادري أحد الرموز الوطنية والقومية عرفانا بالجهود التي بذلها طيلة حياته في سبيل الدفاع عن القضايا الوطنية والعربية، حيث تم تسليمه لوحة تذكارية تحمل (العلم العربي).