في ظرف وجيز تحكم فيها مكر الصدف، اكتشف منظفان، أول أمس السبت، جثتان في حالة جد متعفنة ومتحللة داخل قبو عمارة سكنية لرجال الأمن بملتقى الطرق بين زنقتي محمد الملاخ وزنقة محجوب الرميزة بحي جليز بمراكش. وجاء اكتشاف الجثة الأولى، التي تعود لامرأة التي تم التعرف عليها بواسطة الشعر، بعدما أقدم بعض سكان العمارة على إحضار بعض مياومين من أجل القيام بالنظافة وتطهير السرداب من الأزبال والقادورات التي تكومت بشكل كبير، بعدما فاحت روائح كريهة أزكمت معها أنوف الساكنة. وأثناء عملية التطهير فوجئا المنظفان بجثة متحللة تفوح منها رائحة كريهة ملفوفة بإحكام داخل بطانية مكونة من الصوف. ولم يجد سكان العمارة سوى إعلام الشرطة القضائية والعلمية، التي هرعت إلى عين المكان ، حيث تم الإستماع إلى إفادة العاملين وبعض سكان العمارة، فيما نقلت الجثة إلى مستودع الأموات . ولم يمض عن اكتشاف جثة المرأة إلا بضع دقائق معدودة ، حتى تم اكتشاف جثة ثانية في حالة متحللة، ولم يتأكد بعد إن كانت لرجل أو امرأة ، مما دفع برجال الأمن والوقاية وباقي الجهات المعنية إلى العودة ثانية لمسرح الجريمة من أجل فتح تحقيق في الأسباب الحقيقية وراء الحادث، الذي يعتقد أن له ارتباط بحدث سابق وقع بنفس العمارة. وعلمت "أخبار بلادي" أن الوكيل العام بالمدينة أمر بإحالة الجثتين المتحللتين، اللتين أصبحتا هيكلا عظميا على المختبر الجنائي للدرك الملكي لإخضاع العظام لتحليل الحمض النووي، كما أمر بفتح تحقيق لمعرفة هوية الضحيتين. كما علمت الجريدة أن الشرطة القضائية بالمدينة الحمراء، أعادت فتح تحقيق في ملف سابق، كان ضحيته حارس العمارة التي وجدت بها الجثتين المذكورتين، بعد أن أقدم على الإنتحار، وإعادة صور الأحداث من أجل معرفة وجود علاقة بين المنتحر وبين الجثتين.