صدرللأستاذ عبد الرحيم كلموني عن دار صوماكرام للنشر بالدارالبيضاء، كتابان أولهما رواية بعنوان: "فدان الجمل" وتقع في 236 صفحة من القطع المتوسط وتدور أحداثها في مدينة منجمية " فدان الجمل" حيث تتواجد مقاطع حياتية هشة وعابرة وتتشابك مصائر في مهب ريح الاندثار. و نقرأ على غلاف الكتاب: ((خلف الأتربة الحالكة، القمم المجللة بالسواد والصمت، الغابات التي ابتلعتها الوهاد، انبعثت من ثنايا النوى والنسيان، ثم أضحت مأوى الغرباء وملاذ الضالين، الخابطين خبط عشواء في مدارج الأرض.لم تكن مدينة بل ألما يصعد من أحشاء الأرض، ويسري في شرايين التراب. لم تكن مدينة بل صرخة مكتومة مضرجة بالنشيج المر تتردد في حلق المدى.من منكم يذكرها؟ المدينة المتوغلة بين جراح الوحشة والنسيان، أول مضجع للذكرى، أول أفق للدنيا، وآخر مضرب في الكون؟ فدان الجمل أقدم كرمة ، الضرع الذي وهب الحياة. الظل الذي لاذ به عابرو السبيل من حر الرمضاء. من واراك خلف أدراج الصمت والإنكار؟ من بعثر أحلامك الراعفة وأراق دمك على ناصية الطريق؟ من استباح صدرك العاري؟ من أوغر عليك قلب الريح فبددت آخر شعاع رصع سماءك، وحطمت أعشاش آخر اللقالق في الصومعة المتوحدة؟ )) وثانيهما ترجمة لرواية "توأما سيدي مومن" للأستاذ أحمد بوشيخي وهي رواية مستوحاة من وقائع العمليات الإرهابية التي شهدتها الدارالبيضاء بتاريخ 16 ماي 2003 . ونقرأ على الغلاف)): كان الجفاف يكذب كل التوقعات، يخلط كل الأوراق. كان المشهد الكئيب نفسه يقتفي أثره حيثما حل وارتحل: طبيعة محترقة بزخات النار تزفر ببطء في حمى الاحتضار. فبعد أن حطم آمال الناس انقض بعنف نادر على الدواب. تفرقت الأبقار والأكباش والعنزات صدفاء هزيلة معفرة الخرطوم بالتراب. كانت هذه القطعان التائهة، وقد أنهكها الجوع، تأكل كل ما تصادفه في طريقها: الأعشاب الشائكة، أكياس البلاستيك، قطع الخشب أو الورق. كان الأمر ينتهي بها، وقد استولى عليها المرض، لتموت الواحدة تلو الأخرى في عزلة رهيبة، فتغطي جثثها التي مزقتها الغربان، على مرمى البصر، الأرض الغراء التي تنتأ منها هنا وهناك جذوع الأشجار المحترقة.)) للتذكير فالكاتب مفتش للتعليم الثانوي صدر له كتاب " من أجل كفايات قرائية بالتعليم الثانوي " ضمن منشورات صدى التضامن ، بالإضافة إلى مقالات نقدية وتحليلية في مجلات وصحف وطنية .