تحول السوق البلدي بساحة جامع الفنا المعروف ب"سوق ماكلين"، إلى فضاء مفضل للمشردين والمنحرفين لتناول المخدرات، جراء الإهمال الذي يعاني منه سواء على مستوى الهيكلة والتنظيم. وأصبح سوق ماكلين، الذي يمكن اعتباره من النقط السوداء، التي تسيء بنفس القدر للمشهد الحضري ولجاذبية المدينة الحمراء، في حالة يرثى لها بسبب مظاهر الهشاشة والإهمال التي طالته مند عدة سنوات، في مقابل عجز الجهات المسؤولة، عن التدخل لرد الاعتبار للسوق المذكور، المتواجد في ساحة جامع الفنا القلب النابض لمدينة مراكش. ومن خلال زيارة للسوق المذكور، سيقف الزائر وهو يتأمل صورة السوق من الداخل، على المفارقة الكبيرة بين الشعارات المرفوعة والانجازات الباهرة، وبين الواقع المعيش للتجار. ولعل ما يثير انتباه الزائر، الرائحة الكريهة التي تزكم الأنوف، المنبعثة من المرحاض العمومي المتواجد داخل السوق، إذ يستوجب على كل زائر، أراد التسوق وقضاء أغراضه، أن يحبس أنفاسه، حتى يتجنب اشتنشاق الرائحة الكريهة، التي زادت من معاناة التجار. وعبر عدد من التجار المتضررين في لقائهم مع "المغربية"، عن استيائهم العميق وتدمرهم من الوضع المزري ، للسوق المذكور، الذي أصبح غارقا في البؤس والإهمال أمام لامبالاة المسؤولين الدين لم يحركوا ساكنا. وندد المتضررون، بسياسة التهميش والإقصاء، وما أسموه ب"تنكر" المجلس الجماعي لتعهداته السابقة، بالرغم من الرسائل الموجهة الى الجهات المسؤولة خصوصا رئيسة المجلس الجماعي، لعلها تلتفت إلى معاناتهم، وسعيا في أن تشمل السوق المذكور عملية الترميم والإصلاح إسوة بباقي الأسواق التي جرى إخضاعها للترميم. وظل تجار السوق، يطرقون كافة أبواب الجهات المسؤولة للمطالبة برفع التهميش عنهم، وإعادة هيكلة السوق، بعد تشويه معالمه حتى أضحى شبيها بأكواخ بدائية تعود إلى العصور الغابرة.