"المنسيون من الله"، دخل متاهة "الغالب الله"، حين اضطر طاقم تصوير الفيلم الذي حمل على عاتقه التأريخ لأحداث الإرهابية التي هزت ساحة جامع الفنا،أو مابات يعرف في أدبيات قضايا الإرهاب ب" تفجير مقهى اركانة". فعلى بعد أسبوعين من انتهاء عملية تصوير مشاهد الفيلم السينمائي، طفت على السطح خلافات باتت تهدد ب"وقف حاله"، وإدخال مجمل العمل خانة"اللي بغا يربح،العام طويل". خلاف مفاجيء نشب بين الطاقم التقني والفني والسيناريست هشام عين الحياة من جهة، وبين منتج الفيلم محمد نوري من جهة ثانية. أسباب الخلاف حسب المخرج، ترجع إلى ظروف عمل غير صحية، رمت العمل بخناق الأزمة المالية، في ظل غياب إدارة تنهض بالإشراف والمواكبة وتوفير التجهيزات اللوجيستيكية والتقنية،الضرورية في مجال الإنتاج السنيمائي. الأزمة المالية تجلت حسب المعني، في رفض الطاقم التقني والفني الاستمرار في تصوير باقي مشاهد الفيلم،إلى حين صرف مستحقاتهم المالية نقدا وفورا، مع إدارة الدهر للشيكات البنكية لتي وضعت رهن إشارتهم لحين التوصل بالدفعة الثانية من الدعم الممنوح من طرف المركز السينمائي المغربي. زاد الرجل في التأكيد بأن محمد نوري المسؤول عن الانتاج، امتنع بشكل مفاجيء عن ابرام عقد عمل معه، بصفته مخرجا لاسباب ظل يلفهما الغموض والإلتباس، ليظل بعدها الممثلون والتقنيون خارج تغطية أجورهم،بالرغم من استمرارهم في العمل طيلة تسعة أسابيع بالتمام والكمال. وضعية أرغمت الجميع على الإستنجاد بإدارة المركز السينمائي المغربي، كما تدخلت على خط القضية غرفة السينمائيين والتقنيين ومبدعي الافلام في شخص رئيسها المعطي قنديل. هذا الاخير، لم يتردد في توجيه اصابع اللوم والمسؤولية، إلى المنتج محمد نوري، لعدم تحمله مسؤولياته اتجاه عقود العمل المبرمة بينه والطاقم الفني والتقني، وتقاعسه في اداء المستحقات المالية لأصحابها، ما جعل الجميع يدخل دوامة"إنا هاهنا قاعدون"، وبالتالي الإحتماء بفضاء أحد الفنادق المصنفة بمراكش، لحين تسوية الوضع، وإعادة دوران كاميرا التصوير. اكد المعطي قنديل أنه "من الخيمة خرج مايل" بالنظر لغياب إدارة تسهر على عملية الإنتاج، تسهر على تهيئة وتوفير جميع الشروط التقنية والمادية والوجيستيكية الضرورية في كل عمل سينمائي يحترم نفسه. في اتصال هاتفي بمحمد نوري منتج الفيلم، لاخذ رايه في الموضوع، ظل هاتفه إما مشغل أو خارج التغطية، ما أكد تصريح رئيس غرفة السينمائيين،بأن الرجل قد غادر فضاءات مراكش،نحو وجهة مجهولة،مع إغلاق هاتفه الشخصي،ما تعذر معه إيجاد حلول عملية من شأنها المساعدة في إعادة دوران عجلة "المنسيون من الله". العمل المذكور، حضي بدعم مالي من المركز السينمائي المغربي حدد في مبلغ 400 مليون سنتيم، توصل المنتج منها بمبلغ 100 مليون سنتيم كدفعة أولى،في انتظار صرف باقي الدفعات، حسب تصريحات الطاقم التقني والفني. ضمن المشاركين في تمثيل المشاهد،نخبة من الوجوه السينمائية، يتقدمهم رفيق بوبكر، نبيلة حرفان، فاطمة خير، هشام عين الحياة، سعيد باي، خالد بنشكرة، احمد الساكية،وعبد اللطيف شوقي، إلى جانب طاقم تقني ضمنهم مغاربة واجانب، اصبحوا اليوم كلهم في دائرة" اصبر الجوع،حتى يطيب الزرع".