في الوقت الذي انهارت فيه قنطرة لم يمض على تشييدها أربعة أشهر بمنطقة "تالوين" نواحي تارودانت في أول اختبار لها بعد التساقطات المطرية الأخيرة، صمدت بنيات تحتية شيدها الإستعمار الفرنسي خلاله احتلاله للتراب المغربي بداية القرن الماضي. ومن النماذج على هذا الصمود قنطرة واد الزات على مدخل مدينة أيت اورير التي وقفت شامخة في وجه السيول الجارفة لهذا النهر على مدى قرون ولاسيما السيول الأخيرة التي عرت عن أساسات القنطرة كما يظهر في الصورة دون أن تتمكن من تحطيمها. ويشار إلى أن السيول الأخيرة للوادي الذي ارتفع منسوبه بشكل كبير تسببت في خسائر مادية لاسيما بجماعة تغدوين وأرغم العديد من الأسر المتاخمة منازلها لضفافه على الرحيل. ويشار إلى أن التساقطات الإستثنانية التي تعرفها مناطق اقليمالحوز خلفت حالة استنفار قصوى في أوساط السلطات التي شكلت لجنة اليقظة تتابع الوضع عن كتب برئاسة عامل الإقليم يونس البطحيوي، حيث تم أمس الخميس، عقد سلسلة اجتماعات لدراسة كافة المخاطر المحتملة بسبب الفيضانات والسيول التي يمكن أن تنجم عن الأمطار القوية المتوقع هطولها على الإقليم.
وكانت سلطات الإقليم فتحت منذ يوم الثلاثاء خطا جويا من إيصال المواد الغذائية لساكنة 649 منزلا موزعين على 15 دوارا بجماعة تغدوين التي كانت من بين أكثر المناطق تضررا من سيول واد الزات الذي عزل الجماعة عن الطرق والمسالك المؤدية إليها.
وقد تسببت السيول التي همت واد زات (دائرة آيت ورير) وواد أوريكة (جماعة اثنين أوريكة) في انقطاع حركة المرور على مستوى بعض القناطر والعديد من المحاور الطرقية، إلى جانب انهيار عدد من المنازل. وكإجراء احتياطي، قامت لجان اليقظة (عمالة الإقليم، مصالح التجهيز، الوقاية المدنية، الدرك الملكي، القوات المساعدة)، والتي تم تشكيلها على مستوى جميع الدوائر الواقعة في المناطق المهددة بخطر السيول، بإجلاء سكان المداشر المتاخمة للأودية التي خرجت مياهها عن مجراها. وحسب السلطات المحلية، فإنه بالإضافة إلى المنازل التي انهارت، ألحقت هذه الفيضانات أضرارا بالعديد من القناطر الصغيرة على واد أوريكة وواد زات، دون أن تخلف ضحايا في الأرواح.