يبدو أن الصراع الدائر بين نائبي عمدة مراكش، الإستقلالي عبداللطيف أبدوح، المكلف بقطاع التدبير المفوض والمحطة الطرقية، وعدنان بنعبدالله رئيس مقاطعة المنارة، قد خرج عن نطاق السيطرة رغم دور الإطفائي الذي حاول كاتب المجلس نكيل أن يلعبه لنزع فتيل الخلاف بين الرجلين خلال اجتماع مكتب المجلس الجماعي المنعقد أمس الخميس. أبدوح توجه للعمدة بالقول أن حزب الإستقلال الذي يدعم تجربة حزب الأصالة والمعاصرة الذي يتولى مقاليد تدبير شؤون المراكشيين، يجابه في المقابل بالحجود من قبل بعض "الباميين" الذين لا يتوانون في رشقه بالحجارة، في إشارة إلى عدنان بنعبدالله الذي سبق وأدلى بشهادته في ملف "الكازينو" باعتباره رئيسا للمجموعة الحضرية خلال فترة تفويت هذه المنشأة السياحية، وهي العبارة التي كانت كافية لإشعال الاجتماع الذي لم ينته نهاية طبيعية بعد انسحاب العمدة وبنعبدالله تقول مصادر حزبية. وتضيف المصادر ذاتها، أن أبدوح طالب خلال الإجتماع الذي خصص لتدارس مجموعة من النقط، بتبليط واجهة حمام في ملكية آل أبدوح بحي بوعكاز بالمحاميد وهي منطقة تابعة لنفود تراب مقاطة المنارة التي يترأسها عدنان بنعبدالله، وهو الأمر الذي لم يستسغه الأخير الذي اعتبر ذلك اقحاما للمصالح الشخصية في الشأن العام للمواطنين، مؤكدا على أن عملية التبليط إن تمت برمجتها يجب أن تشمل الساكنة جميعها. منطق رئيس المقاطعة لم يتقبله غريمه الذي سارع بالرد قائلا" على هاذ لحساب إلى بغينا ندخلو لمحاميد خاصنا معاك الفيزا"، ليفيض الكيل بعدنان ويغادر قاعة الاجتماع قبل أن تلحق به العمدة فاطمة الزهراء المنصوري. رئيس مقاطعة المنارة، وبحسب المصادر نفسها، اتصل بالأمين العام لحزب الإصالة والمعاصرة، مصطفى الباكوري، ملوحا باستقالته من صفوف الحزب في حال عدم التدخل لإنصافه من الإستفزازات التي تطاله، فما كان من الباكوري إلا أن اتصل بدوره بالأمين العام لحزب الإستقلال حميد شباط ليشتكي له تصرفات القيادي بحزبه عبداللطيف أبدوح، بعد أن ذكره بالموقف الحازم الذي اتخذه حزب الأصالة والمعاصرة بحق المستشار عزيز اللبار الذي "عض" شباط بالبرلمان وذلك بطرده من صفوف الحزب. الأمين العام لحزب الميزان، ربط الإتصال بأبدوح وعاتبه أو "صبنوا" بحسب تعبير مصادر من داخل الحزب، وطلب منه ابعاد المسائل الشخصية عن الشأن العام حفاظا على التحالف الذي يجمع بين الحزبين بالمجلس الجماعي لمدينة مراكش، في الوقت الذي من المنتظر أن يحل فيه شباط بمعية أعضاء من اللجنة التنفيدية بالمدينة الحمراء لتدارس المشكل. فهل تتكرر واقعة" اللبار" بمراكش، ويضطر حزب الإستقلال لرد الدين ل"الباميين" في حال تشبث بنعبدالله باستقالته والتي ظهرت بوادرها في اجتماع مكتب المجلس الجماعي لمراكش ليوم الجمعة والذي عرف تخلف رئيس مقاطعة المنارة، أم أن مساعي القيادتين ستنجح في إحتواء الخلاف..؟. وتجدر الاشارة إلى أن حزب الإستقلال يعد من أبرز أعمدة الإئتلاف الجماعي الذي أطاح بالدستوري عمر الجزولي في موقعة قصر البلدية الشهيرة التي أوصلت فاطمة الزهراء المنصوري لرئاسة المدينة الحمراء عقب الإنتخابات الجماعية ليوم 12 يونيو 2009.
