شب حريق هائل بسوق كاوكي العشوائي بمدينة أسفي، مساء يوم أمس الأربعاء، على المئات من المحلات القصديرية، مخلفة خسائر مادية باهظة، دون تسجيل أية خسائر بشرية، حيث أثار هذا الحريق والأدخنة الكتيفة التي غطت سماء المدينة، هلعا وحالة من الفوضى العارمة لدى أغلب رواد وتجار سوق كاوكي، بعد أن قام أغلبهم بإبعاد ما أمكن من سلعهم، خوفا عليها من لهيب النار المتصاعدة، كما قامت السلطات المحلية بإخلاء العديد من المنازل خصوصا ساكنة الشقق الاقتصادية، كما تم قطع الكهرباء عن عدة أحياء مجاورة للسوق. وعلمت ((كش24)) من مصادر من عين المكان، أن النيران، قد بدأت اندلاعها في حدود الساعة السادسة والنصف مساءا على مستوى المحلات القصديرية المتخصصة في بيع العلف، قبل أن تتسع إلى باقي المحلات التجارية، بفعل قوة الرياح، والتي كادت أن تشهد فاجعة كبيرة في الخسائر البشرية بفعل ارتفاع عدد رواد السوق المذكور وضيق أزقته التي كانت قد عقدت من مهام رجال الإطفاء والذين لم يتمكنوا، من إدخال شاحنات الإطفاء إلا بصعوبة بالغة.
وتبين أن السبب الرئيسي التي ساهم في صعوبة إخماد الحريق، هو تواجد عدد كبير من قنينات الغاز داخل المتاجر القصديرية المحترقة، والتي خلفت دويا كبيرا على مدى ساعات، مما صعب من مأمورية انقاذ عدد كبير من السلع (خشب، توابل وأعلاف…) والتي حولتها النيران إلى رماد.
وبعد إعلامها بالحادث، أعلنت حالة استنفار قصوى لدى مختلف مصالح السلطات بالمدينة، حيث انتقل الى عين المكان والي جهة دكالة عبدة ووالي أمن أسفي وعناصر الأمن الوطني و رجال الوقاية المدنية، التي هرعت إلى عين المكان، حيث أنه بعد مضي أربع ساعات على نشوب الحريق، لم تتمكن المصالح المختصة، من إخماد لهيب الحرائق، حيث امتدت ألسنة اللهب إلى باقي البراريك العشوائية الأخرى بالسوق والتي تزيد عن 900 براكة أخرى للخضر والتجهيزات المنزلية، وأيضا وصلت النيران إلى المباني السكنية والمؤسسات التعليمية المجاورة.
وأكد حقوقيون بأن سوقا آخر بني حديثا بشكل عصري، وحاولت السلطات نقل الباعة في هذا السوق العشوائي، لكن التجار أصروا على عدم نقلهم اليه، مما قد يكون أحد الاسباب التي تقف وراء هذا الفعل الشنيع والذي لم يفتح فيه تحقيق بعد لمعرفة الأسباب، مع العلم بأنها ليست المرة الاولى التي تقع فيها مثل هذه الاعمال.